([القسم] الثالث: التماس الطيب)
(الْكَلَامُ عَلَى الطِّيْبِ عِنْدَ الإِحْرَامِ)
  وَأَمَّا مَا رَوَاهُ السِّتَّةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِحِلِّهِ حِينَ أَحَلَّ، قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِطِيْبٍ فِيْهِ مِسْكٌ».
  وَفِي (شَرْحِ التَّجْرِيْدِ) أَنَّهَا قَالَتْ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ(١) الطِّيْبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ ÷ وَهْوَ مُحْرِمٌ».
  فَقَدْ أُجِيْبَ عَنْهُ بِأَجْوِبَةٍ أَحْسَنُهَا مَا قَالَهُ المُؤَيَّدُ باللهِ #:
  وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ طَيَّبَتْهُ قَبْلَ إِحْرَامِهِ، ثُمَّ لَمَّا أَرَادَ الإِحْرَامَ غَسَلَهُ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا أَنَّهَا قَالَتْ: «طَيَّبْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ».
  قُلْتُ: وِفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ: «حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ».
  وَفِي (الْجَامِعِ الْكَافِي): «قَالَ القَاسِمُ # فِي الطِّيْبِ قَبْلَ الإِحْرَامِ: رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ عِنْدَ إِحْرَامِهِ حَتَّى رَأَيْتُ وَبِيْصَ الطِّيْبِ فِي مَفْرِقِهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ.
  وَرَوَى دَاوُدُ عَنِ القَاسِمِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا أَكْثَرَ مَا جَاءَ فِي تَسْهِيْلِ الطِّيْبِ عِنْدَ الإِحْرَامِ، وَإِنَّا لَنَكْرَهُهُ؛ لِمَا يَجِدُ غَيْرُهُ مِنَ المُحْرِمِينَ مَعَهُ». انْتَهَى.
  قُلْتُ: يَعْنِي وَلَيْسَ كَذَلِكَ الرَّسُول ÷؛ فَإِنَّ الَّذِيْنَ مَعَهُ لَم
(١) «وَبِيصِ - بِالْمُوَحَّدَةِ الْمَكْسُورَةِ، وَآخِرُهُ صَادٌ مُهْمَلَةٌ - هُوَ: الْبَرِيقُ». من (فتح الباري).