(فصل: في ماء زمزم)
  أَعْدَاءَكَ، {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ١٠١}[يوسف].
(فَصْلٌ: فِي مَاءِ زَمْزَمَ)
  يَذْكُرُ الأَصْحَابُ الشُّرْبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ عَقِيْبَ طَوَافِ القُدُومِ.
  وَالَّذِي فِي الْخَبَرِ الطَّوِيْلِ المَشْهَورِ فِي صِفَةِ حَجِّ رَسُولِ اللهِ ÷، الَّذِي رَوَاهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، عَنْ أَبِيْهِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّ الرَّسُولَ ÷ شَرِبَ مِنْهَا عَقِيْبَ طَوَافِ الزِّيَارَةِ، حَيْثُ قَالَ: «فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: «انْزِعُوا(١) بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ»، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا، فَشَرِبَ».
  وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَقَدْ دَلَّتِ الأَدِلَّةُ عَلَى اسْتِحْبَابِهِ، قَالَ ÷: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ». أَخْرَجَهُ المُؤَيَّدُ باللهِ فِي (شَرْحِ التَّجْرِيْدِ)، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مَاجَه، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ المُنْذِرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ عَنْ جَابِرٍ ¥.
  وَأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَالْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
(١) «انْزِعُوا - بِكَسْرِ الزَّايِ - وَمَعْنَاهُ: اسْتَقُوا بِالدِّلَاءِ، وَانْزِعُوهَا بِالرِّشَاءِ». أفاده النووي في (شرح مسلم).