كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(عدم الجمعة على المسافر)

صفحة 185 - الجزء 1

  وَهَدَمَ قَوَاعِدَ الشِّرْكِ وَالْجَاهِلِيَّةِ، وَحَرَّمَ المُحَرَّمَاتِ - الَّتِي أَجْمَعَتِ المِلَلُ عَلَى تَحْرِيْمِهَا -: الدِّمَاءَ وَالأَعْرَاضَ وَالأَمْوَالَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ.

  وَكَانَتْ خُطْبَةً وَاحِدَةً، وَأَسَرَّ القِرَاءَةَ فِي الصَّلَاةِ.

(عَدَمُ الْجُمُعَةِ عَلَى المُسَافِرِ)

  فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا جُمُعَةَ عَلَى المُسَافِرِ.

(فِي الأَدِلَّةِ عَلَى القَصْرِ فِي البَرِيْدِ)

  وَقَدْ صَلَّى الْجَمِيْعُ بِصَلَاتِهِ ÷ رَكْعَتَينِ، أَهْلُ مَكَّةَ وَغَيْرُهُمْ.

  وَهَذَا مِنْ أَقْوَى الأَدِلَّةِ عَلَى القَصْرِ فِي البَرِيْدِ.

  قَالَ فِي الْخَبَرِ الشَّرِيْفِ: «ثُمَّ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ ÷، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ جَبَلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ».

  قُلْتُ: وَيَظْهَرُ أَنَّهُ ÷ إِنَّمَا اخْتَارَ الوُقُوفَ رَاكِبًا مَعَ كَوْنِهِ أَشَقَّ عَلَيْهِ؛ لِيَرَاهُ المُسْلِمُونَ، وَتَتَّضِحَ لَهُمْ كُلُّ أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ وَجَمِيْعُ أَعْمَالِهِ ÷.

  وَكَانَ مَوْقِفُهُ ÷ أَسْفَلَ الْجَبَلِ المُسَمَّى جَبَلَ الرَّحْمَةِ عِنْدَ الصَّخَرَاتِ.