كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل: في الإفاضة [من عرفات])

صفحة 196 - الجزء 1

  وَتُكْثِرُ مِنَ التَّلْبِيَةِ وَذِكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ÷ وَالدُّعَاءِ وَالتِّلَاوَةِ، فَهَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، وَمَجْمَعٌ جَلِيْلٌ، تُسْكَبُ فِيْهِ العَبَرَاتُ، وَتُسْتَقَالُ فِيْهِ العَثَرَاتُ، وَتُعْتَقُ فِيْهِ الرِّقَابُ، وَيَتَفَضَّلُ عَلَى عِبَادِهِ رَبُّ الأَرْبَابِ.

(فَصْلٌ: فِي الإِفَاضَةِ [من عرفات])

  فَإِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَدَخَلَ جُزْءٌ مِنَ اللَّيْلِ أَفَضْتَ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ تَمُرَّ مِنْ بَيْنِ الْعَلَمَيْنِ - إِنْ أَمْكَنَ بِلَا مَشَقَّةٍ -، وَقُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ، وَاقْلِبنِي مُفْلِحًا مُنْجِحًا⁣(⁣١)، مُسْتَجَابًا لِي، مَرْحُومًا مَغْفُورًا لِي بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ عَلَيْكَ، وَأَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدٍ وَأَهْلٍ وَمَالٍ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِيَّ يَا كَرِيمُ، إِلَيْكَ اللَّهُمَّ أَرْغَبُ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو، فَتَقَبَّلْ نُسُكِي، وَلَا تُخَيِّبْنِي.

  وَتُلَازِمُ التَّلْبِيَةَ وَقِرَاءَةَ القُرْآنِ وَالدُّعَاءَ، وَلَا تَتْرُك الاِسْتِغْفَارَ؛ لِقَوْلِهِ ø: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ


(١) «النُّجْحُ - بِوَزْنِ النُّصْحِ -، وَالنَّجَاحُ - بِالْفَتْحِ -: الظَّفَرُ بِالْحَوَائِجِ. وَ (أَنْجَحَ) الرَّجُلُ فَهْوَ (مُنْجِحٌ): صَارَ ذَا (نُجْحٍ)، وَ (أَنْجَحَ) الْحَاجَةَ: قَضَاهَا. وَ (نَجَحَتِ) الْحَاجَةُ: أَيْ قُضِيَتْ. وَنَجَحَ أَمْرُهُ: سَهُلَ وَتَيَسَّرَ، فَهْوَ (نَاجِحٌ)». (مختار الصحاح) بتصرف.