(فصل: النسك الخامس: المبيت أكثر الليل بمزدلفة ليلة النحر)
  الْجِبَالِ(١) أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ(٢) بَيْنَهُمَا شَيْئًا»، إِلَى آخِرِهِ.
  (وَلَمْ يَصُمِ الرَّسُولُ ÷ يَوْمَ عَرَفَةَ).
  فَإِنَّهُمْ لَمَّا اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ أَرْسَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ زَوْجُ الْعَبَّاسِ ¤ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ ÷ عَلَى النَّاقَةِ؛ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ.
  وَلَعَلَّهُ تَرَكَهُ مَعَ مَا قَالَهُ فِيْهِ ÷ مِنَ التَّرْغِيْبِ؛ لِئَلَّا يَشُقَّ عَلَى أُمَّتِهِ، كَمَا تَرَكَ إِحْيَاءَ لَيْلَةِ مُزْدَلِفَةَ، مَعَ تَهَجُّدِهِ ÷ دَائِمًا، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(فَصْلٌ: النُّسُكُ الخَامِسُ: المَبِيْتُ أَكْثَرُ اللَّيْلِ بِمُزْدَلِفَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ)
  وَهْوَ وَاجِبٌ وَلَيْسَ بِرُكْنٍ، خِلَافُ جَمَاعَةٍ، مِنْهُم: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْبَصْرِيُّ.
  وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ سُنَّةٌ لَا غَيْرَ، وَالصَّحِيْحُ: الأَوَّلُ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ.
(١) وفي (مسلم): «حَبْلًا مِنَ الْحِبال» بالحاء المهملة. قال النووي (٨/ ١٥٣): «الْحِبَالِ هُنَا - بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ -: جَمْعُ حَبْلٍ، وَهْوَ: التَّلُّ اللَّطِيفُ مِنَ الرَّمْلِ الضَّخْم».
(٢) (لَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا): «مَعْنَاهُ لَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا نَافِلَةً، وَالنَّافِلَةُ تُسَمَّى سُبْحَةً؛ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى التَّسْبِيحِ». أفاده النووي (٨/ ١٥٤).