كتاب الحج والعمرة،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(فصل: النسك الخامس: المبيت أكثر الليل بمزدلفة ليلة النحر)

صفحة 198 - الجزء 1

  الْجِبَالِ⁣(⁣١) أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ⁣(⁣٢) بَيْنَهُمَا شَيْئًا»، إِلَى آخِرِهِ.

  (وَلَمْ يَصُمِ الرَّسُولُ ÷ يَوْمَ عَرَفَةَ).

  فَإِنَّهُمْ لَمَّا اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ أَرْسَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ زَوْجُ الْعَبَّاسِ ¤ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ ÷ عَلَى النَّاقَةِ؛ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ.

  وَلَعَلَّهُ تَرَكَهُ مَعَ مَا قَالَهُ فِيْهِ ÷ مِنَ التَّرْغِيْبِ؛ لِئَلَّا يَشُقَّ عَلَى أُمَّتِهِ، كَمَا تَرَكَ إِحْيَاءَ لَيْلَةِ مُزْدَلِفَةَ، مَعَ تَهَجُّدِهِ ÷ دَائِمًا، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

(فَصْلٌ: النُّسُكُ الخَامِسُ: المَبِيْتُ أَكْثَرُ اللَّيْلِ بِمُزْدَلِفَةَ لَيْلَةَ النَّحْرِ)

  وَهْوَ وَاجِبٌ وَلَيْسَ بِرُكْنٍ، خِلَافُ جَمَاعَةٍ، مِنْهُم: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْبَصْرِيُّ.

  وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ سُنَّةٌ لَا غَيْرَ، وَالصَّحِيْحُ: الأَوَّلُ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ.


(١) وفي (مسلم): «حَبْلًا مِنَ الْحِبال» بالحاء المهملة. قال النووي (٨/ ١٥٣): «الْحِبَالِ هُنَا - بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ -: جَمْعُ حَبْلٍ، وَهْوَ: التَّلُّ اللَّطِيفُ مِنَ الرَّمْلِ الضَّخْم».

(٢) (لَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا): «مَعْنَاهُ لَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا نَافِلَةً، وَالنَّافِلَةُ تُسَمَّى سُبْحَةً؛ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى التَّسْبِيحِ». أفاده النووي (٨/ ١٥٤).