[في تعذر الهدي والصوم]
  وَاحْتَجُّوا عَلَى البَدَلِ بِخَبَرِ ابْنِ عُمَرَ السَّابِقِ: «فَيُهْدِي أَوْ يَصُومُ إِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا»، وَالقِيَاسُ عَلَى المُتَمَتِّعِ.
  قَالَ الإِمَامُ يَحْيَى: «وَإِذَا قُلْنَا لَا بَدَلَ لَهُ، فَفِي جَوَازِ التَّحَلُّلِ قَبْلَ وُجُودِ الهَدْيِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا لَا يَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ، فَيَبْقَى عَلَى إِحْرَامِهِ حَتَّى يَطُوفَ وَيَسْعَى، ثُمَّ يَحْلِقَ أَوْ يُقَصِّرَ؛ لِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّه}[البقرة: ١٩٦].
  وَالثَّانِي: أَنَّهُ يَتَحَلَّلُ؛ لِأَجْلِ الحَرَجِ فِي بَقَاءِ الإِحْرَامِ».
[في تعذر الهدي والصوم]
  (فَصْلٌ): فَإِنْ تَعَذَّرَ عَلَيْهِ الصَّوْمُ وَالهَدْيُ جَمِيْعًا فَقَالَ الإِمَامُ المَنْصُورُ باللهِ: جَازَ لَهُ التَّحَلُّلُ، وَيَبْقَى الهَدْيُ فِي ذِمَّتِهِ، وَقَوَّاهُ الإِمَامُ المَهْدِيُّ.
  وَالْمَذْهَبُ أَنَّ المُحْصَرَ لَا يَتَحَلَّلُ إِلَّا بِالهَدْيِ أَوِ الصَّوْمِ أَوِ العُمْرَةِ(١).
[حكم قضاء المُحْصَر لما أحصر عنه]
  (فَصْلٌ): وَعَلَى المُحْصَرِ القَضَاءُ لِمَا أُحْصِرَ عَنْ إِتْمَامِهِ، أَمَّا الوَاجِبُ فَبِالإِجْمَاعِ؛ فَإِنْ كَانَتْ حَجَّةَ الإِسْلَامِ أَوْ نَذْرًا مُطْلَقًا فَلَيْسَ بِقَضَاءٍ حَقِيْقَةً، وَإِنَّمَا هُوَ تَأْدِيَةٌ لِوَاجِبٍ.
(١) يقال: هذا في الحج، وأما العمرة فكلام المنصور بالله # قوي؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. تمت من المؤلّف (ع).