الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

فائدة

صفحة 142 - الجزء 1

  ولا بد من وقوع ما يريده الله تعالى من أفعاله⁣(⁣١)؛ لتوفر الدواعي⁣(⁣٢) إلى ذلك، وانتفاء الموانع⁣(⁣٣)، فيجب الفعل مع ذلك، ويجب استمراره، فثبت عصمة جماعتهم من المعاصي، دون آحادهم⁣(⁣٤)؛ لوقوعها⁣(⁣٥) منهم، فيكون إجماعهم حجة، وهو المطلوب.

  (و) بدليل قوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح»، (و) قوله ÷: «إني تارك فيكم ..». الخبرين) بكمالهما.

  فتمام الأول: «من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»، فنصَّ على أن من اتبعهم فهو ناجٍ، ولا ينجو إلا من هو محقٌّ أو متبعٌ لمحقٍّ، وقد وجدنا آحادهم غير محقين، فتعين جماعتهم، وإلا بطل الحديث، وهو ÷ لا ينطق عن الهوى، فاقتضى ذلك أن جماعتهم غير خارجين عن الحق، وذلك بواسطة العصمة كما تقدم، فتكون جماعتهم معصومة، فيكون إجماعهم حجة.

  وتمام الثاني: «الثقلين، ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وهذا تصريح بأنهم لا يخرجون عن الحق؛ إذ قد جعلهم قسيم


(١) إن قيل: الله مريد لترك المعاصي من كل فرد من أفراد خلقه، فلا فرق بين أهل البيت $ وغيرهم. قيل: الإخبار من الله تعالى بإرادة إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم دالٌّ على سبق تهيئتهم من الله تعالى، وتوفر دواعيهم إلى ذلك، أي: إذهاب الرجس والتطهير. اهـ وهذ هو معنى العصمة، بخلاف سائر الأمة، فاتضح الفرق. إفادة سيدي محمد بن محمد الكبسي. وأيضًا مراده تعالى من غيرهم هو تركهم للمعاصي الذي هو أثر قدرتهم، لا تفضله تعالى عليهم بالعصمة الذي هو فعله، كعصمة جماعتهم.

(٢) أي: دواعي الحكمة.

(٣) أي: انتفاء المفاسد، يعني: أن المفاسد منتفية لأجل الحكمة.

(٤) لعله في غير علي وفاطمة وذريتهما؛ فإن آحادهم معصومون.

(٥) عبارة السيد داود في شرحه على المعيار: ثم نظرنا فوجدنا بعض آحادهم لم يطهر بعضهم عن ذلك، فتعين أن المقصود جماعتهم؛ إذ لو لم نقل بذلك بطلت الفائدة في الآية الكريمة، والقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وإذا ثبت تطهيرهم من الأفعال والأقوال المستخبثة فذلك معنى العصمة بلا إشكال.