الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[مقدمة الشارح]

صفحة 20 - الجزء 1

  المدقق، شيخ الإسلام، وعماد الأنام، المعروف في جميع الأزمان⁣(⁣١)، محمد بن يحيى بهران، الموسوم بـ «الكافل بنيل السؤول⁣(⁣٢) في علم الأصول»، مختصرًا⁣(⁣٣) من أجلِّ المختصرات، وأكمل المؤلفات، قد رتبه أحسن ترتيب⁣(⁣٤)، وقرَّبه أوجز تقريب، وسلك فيه محجَّة الإنصاف، وتَنَكَّب⁣(⁣٥) عن كاهل⁣(⁣٦) الاعتساف⁣(⁣٧)، تولى الله مكافأته، وأحسن في الدارين مجازاته⁣(⁣٨) - خَطَرَ⁣(⁣٩) ببالي أن أجمعَ عليه ما يجري مجرى الشرح؛ لتبيين معانيه، وتوضيحها لطالبيه، وأبذل المجهود في توضيحه، واستفرغ⁣(⁣١٠) الوسع⁣(⁣١١) في تحقيقه⁣(⁣١٢) وتنقيحه⁣(⁣١٣)، طالبًا من الله الودود⁣(⁣١٤) الغفور، أن يجعله تجارة لن تبور، وأن ينفع به الطالبين، ويغفر لي يوم الدين، إنه


(١) والأولى أن يقال: من فاق جميع الأقران، وساد كل الأعيان.

(*) لا يخفى ما في هذه السجعة من الركة، وكأنه اعتمد على القرينة العقلية في ذلك. ابن مفضل. وقيل: إن الألف واللام عوض عن المضاف إليه، أي: في زمنه. لكنه لا يخفى أنه لا يخرج بما ذكر من التأويل عن الركاكة.

(٢) الأمنية والطلبة. ح غ.

(٣) الأنسب رفعه على البدلية من «مختصر الشيخ». ونصبه على خبرية «كان» مقدرة، أو على الحال. ع.

(٤) الترتيب في اللغة: جعل كل شيء في مرتبته. وفي الاصطلاح: جعل الأشياء المتعددة بحيث يطلق على عليها اسم الواحد، ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير.

(٥) يقال: تنكب عن الطريق، إذا عدل عنها.

(٦) الكاهل: مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق. م.

(٧) الاعتساف: افتعال من العسف، وهو الأخذ بغير دليل. والمتعسف في السير: الماشي على غير طريق.

(٨) الصواب: في الآخرة مجازاته، فلا يخفى ما في عبارته من الغفلة. كاتبه. وجه التشكيك⁣[⁣٠]: أن المكافأة من الله تعالى له في الدارين غير ممكنة؛ لأنه قد مات، وهذا دعاء له بعد موته، ويمكن أن يراد بالدارين: دار البرزخ ودار الآخرة، فتكون المكافأة فيهما، وحينئذٍ لا إشكال، فتأمل، والله أعلم.

[٠] «التشكيل» ظ.

(٩) جواب: «لما».

(١٠) أي: أبذل.

(١١) الطاقة.

(١٢) باعتبار المعنى.

(١٣) باعتبار الألفاظ.

(*) والتنقيح: هو التهذيب.

(١٤) فعول بمعنى مفعول من الود، بمعنى: مودود في قلوب أوليائه، أو فعول بمعنى: فاعل؛ أي: أنه يود عباده الصالحين، بمعنى يرضى عنهم.