[حد أصول الفقه]
  أكرمُ مسئول، وأعظمُ مرجوٍّ ومأمول. وسميته: بالكاشف لذوي العقول، عن وجوه معاني الكافل بنيل السؤول.
  ومعتمدي في النقل: «منهاج الأصول إلى معيار العقول(١)»، وكذلك «القسطاس المقبول(٢)»، وكذلك «النهاية شرح منهاج البيضاوي(٣)»، وغيرها من كتب هذا الفن(٤).
  وأنا معترف بقلة البضاعة(٥)، وقصور الباع(٦) في هذه الصناعة(٧)، فمن تيقن فيه فسادا فأصلحه فأجره على الله. وها أنا أشرع في المقصود، بعون الملك المعبود.
[حد أصول الفقه]
  فأقول وبالله التوفيق(٨)، وأسأله الهداية إلى واضح الطريق(٩)، وهو حسبي ونعم الوكيل:
  اعلم أنها قد جرت عادة كثير من المصنِّفين أن يذكروا في مصنفاتهم قبل الشروع في المقصود مقدمة، تتضمن الحدَّ(١٠) والموضوع والغاية،
(١) كلاهما للإمام المهدي.
(٢) للإمام الحسن بن عز الدين على معيار الإمام المهدي.
(٣) للأسنوي
(٤) كالجوهرة.
(٥) البضاعة: قطعة من المال يتجر فيها، استعيرت لما وقع به الجمع من العلم اليسير. ح غاية.
(٦) والباع: قدر مد اليدين، استعير للاقتدار والملكة والاطلاع. ح غاية.
(٧) الصناعة: العلم المتعلق بكيفية عمل. ح غاية.
(٨) والتوفيق عند المتكلمين [*]: هو اللطف الذي يفعل المكلف عنده الطاعة.
[*] قال في حاشية في المخطوط: والتوفيق عند أهل العدل: ما يفعل المكلف عنده ما كلف بفعله لأجله.
(٩) الطريق لغة: ما يوصل إلى الشيء.
(١٠) حدود الأشياء: معرفاتها. وموضوعاتها: ما يبحث فيها عن عوارضها الذاتية. وغايتها: فوائدها. فحد أصول الفقه: علم بأصول ... الخ. وموضوعه: أدلة الفقه. وغايته: العلم بالأحكام الشرعية.
(*) قال القاضي زكريا في شرح اللب: اعلم أن لكل علم مبادئ وموضوعات ومسائل، فمبادئه: ما يتوقف عليه المقصود بالذات: من تعريفه وتعريف أقسامه وفائدته، وهي هنا العلم بأحكام الله تعالى، وما يستمد منه: وهو هنا علم الكلام والعربية والأحكام، أي: تصورها. وموضوعه: ما =