الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[حد أصول الفقه]

صفحة 21 - الجزء 1

  أكرمُ مسئول، وأعظمُ مرجوٍّ ومأمول. وسميته: بالكاشف لذوي العقول، عن وجوه معاني الكافل بنيل السؤول.

  ومعتمدي في النقل: «منهاج الأصول إلى معيار العقول⁣(⁣١)»، وكذلك «القسطاس المقبول⁣(⁣٢)»، وكذلك «النهاية شرح منهاج البيضاوي⁣(⁣٣)»، وغيرها من كتب هذا الفن⁣(⁣٤).

  وأنا معترف بقلة البضاعة⁣(⁣٥)، وقصور الباع⁣(⁣٦) في هذه الصناعة⁣(⁣٧)، فمن تيقن فيه فسادا فأصلحه فأجره على الله. وها أنا أشرع في المقصود، بعون الملك المعبود.

[حد أصول الفقه]

  فأقول وبالله التوفيق⁣(⁣٨)، وأسأله الهداية إلى واضح الطريق⁣(⁣٩)، وهو حسبي ونعم الوكيل:

  اعلم أنها قد جرت عادة كثير من المصنِّفين أن يذكروا في مصنفاتهم قبل الشروع في المقصود مقدمة، تتضمن الحدَّ⁣(⁣١٠) والموضوع والغاية،


(١) كلاهما للإمام المهدي.

(٢) للإمام الحسن بن عز الدين على معيار الإمام المهدي.

(٣) للأسنوي

(٤) كالجوهرة.

(٥) البضاعة: قطعة من المال يتجر فيها، استعيرت لما وقع به الجمع من العلم اليسير. ح غاية.

(٦) والباع: قدر مد اليدين، استعير للاقتدار والملكة والاطلاع. ح غاية.

(٧) الصناعة: العلم المتعلق بكيفية عمل. ح غاية.

(٨) والتوفيق عند المتكلمين [*]: هو اللطف الذي يفعل المكلف عنده الطاعة.

[*] قال في حاشية في المخطوط: والتوفيق عند أهل العدل: ما يفعل المكلف عنده ما كلف بفعله لأجله.

(٩) الطريق لغة: ما يوصل إلى الشيء.

(١٠) حدود الأشياء: معرفاتها. وموضوعاتها: ما يبحث فيها عن عوارضها الذاتية. وغايتها: فوائدها. فحد أصول الفقه: علم بأصول ... الخ. وموضوعه: أدلة الفقه. وغايته: العلم بالأحكام الشرعية.

(*) قال القاضي زكريا في شرح اللب: اعلم أن لكل علم مبادئ وموضوعات ومسائل، فمبادئه: ما يتوقف عليه المقصود بالذات: من تعريفه وتعريف أقسامه وفائدته، وهي هنا العلم بأحكام الله تعالى، وما يستمد منه: وهو هنا علم الكلام والعربية والأحكام، أي: تصورها. وموضوعه: ما =