الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[حد أصول الفقه]

صفحة 26 - الجزء 1

  يستعمل في الناميات؛ كأصل الشجرة، وأما الجمادات فيقال فيها: أساس⁣(⁣١).

  وفي الاصطلاح: يطلق على معانٍ منها:

  [١] الدليل، كما يقال: الأصل في هذه المسألة: الكتاب والسنة، ومنه: أصول الفقه؛ أي: أدلته⁣(⁣٢).

  [٢] ومنها: الرجحان⁣(⁣٣)، كما يقال: الأصل في الكلام الحقيقة، أي: الراجح عند السامع لا المجاز.

  [٣] ومنها: القاعدة المطَّرِدة، كما يقال: إباحة الميتة للمضطر على خلاف الأصل⁣(⁣٤).

  [٤] ومنها: الصورة المقيس عليها؛ كما يقال: هذا أصل، وهذا فرع، أي: هذا مقيس، وهذا مقيس عليه.

  [٥] ومنها⁣(⁣٥): مذهب العالم؛ كما يقال: بنى فلان في هذه المسألة على أصله، أي: على مذهبه.

  والفقه في اللغة⁣(⁣٦): الفهم لما فيه غموض؛ قال الله تعالى: {وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ(⁣٧)}⁣[الإسراء ٤٤]، {فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}⁣[النساء ٧٨]، {مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ}⁣[هود ٩١]، ولا يقال: فقهت قولَك: السماءُ عُلوِية، والكواكب مضيئة؛ لعدم غموضه.


(١) أساس العمران وقواعد البنيان. جوهرة باللفظ.

(٢) وإنما جعلنا الأدلة أصولا لأن أصل كل علم ما يستند إليه تحقيق ذلك العلم، ونسبة الفقه إلى أدلته كذلك.

(٣) صوابه الراجح.

(٤) فقد أطلق الأصل وأريد القاعدة المطردة.

(٥) والسادس: المستصحب، يقال: تعارض الأصل والطارئ. عضد. ومنها: ما يسمى أصلا من أصول الشريعة؛ كالصلاة والزكاة ونحوها، فإنها تسمى أصلا في الاصطلاح، والله أعلم.

(٦) يقال: فَقِهَ - بكسر العين -، إذا فهم، وبفتحها، إذا سبق غيره إلى الفهم، وبضمها، إذا صار الفقه سجية له.

(٧) إن أريد تسبيحها نفسها ففيه غموض، وإن أريد أنها حاملة على التسبيح فمجاز، والآيات الآخرة ليس فيها غموض، وكان شعيب # خطيب الأنبياء يفهم خطابه.