الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[المجاز]

صفحة 285 - الجزء 1

  على المُسبَّب، مثل قولهم: «رعينا الغيث»، أي: النبات؛ لأن الغيث سببٌ فيه.

  أو العكس، أي: إطلاق اسم المسبب على السبب، نحو: «شربت الإثم»، أي: الخمر؛ لأن الإثم مسبَّبٌ عن شرب الخمر.

  أو تسمية الشيء باسم آلته (كاليد) التي هي حقيقة في الجارحة إذا استعملت (للنعمة(⁣١)) كما يقال: «لفلان عليَّ يدٌ»، أي: نعمة⁣(⁣٢).

  (و) إطلاق اسم الجزء على الكل، كإطلاق اسم (العين) التي هي حقيقة في الحدقة إذا استعلمت (لِلرَّبِيئَة(⁣٣)) وهو الجاسوس. والعكس - أعني تسمية الجزء باسم الكل - كتسمية السورة⁣(⁣٤) قرآنا، وغير ذلك من علائق المجاز المرسل، كما هو مذكور في موضعه.

  (واستعارة) إن كانت العلاقة بين المعنى الحقيقي والمجازي المشابهة

  - فإن ذكر المشبه به وأريد المشبه فهي الاستعارة المصرحة⁣(⁣٥)، (كالأسد للرجل الشجاع).

  - وإن لم يذكر المشبه به، بل ذكر ما هو من لوازمه مضافا إلى المشبه فهي الاستعارة بالكناية، كقولهم: «أظفار المنية نشبت بفلان»، شبَّه المنية بالسبع، وذكر ما هو من لوازمه - وهو الأظفار - وأضافه إلى المنية.

  - وإن ذُكِرا معا فهو التشبيه.

  (و) المجاز (قد يكون) مفردا، كما تقدم من الأمثلة.


(١) لكونها بمنزلة العلة الفاعلة للنعمة؛ لأن النعمة منها تصدر وتصل إلى المقصود. وكاليد في القدرة؛ لأن أكثر ما يظهر سلطان القدرة يكون في اليد، وبها تكون الأفعال الدالة على القدرة: من البطش، والضرب، والقطع، والأخذ، وغير ذلك. ح - حا.

(٢) نظيره قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤}⁣[الشعراء]، أي: ذكراً حسناً؛ إذ اللسان آلة للذكر.

(٣) كما يقال: على فلان عين، أي: جاسوس.

(٤) وفيه نظر؛ إذ الظاهر أنه للكل والبعض حقيقة، فالمثال الصحيح قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}⁣[البقرة ١٩]، أي: أناملهم.

(٥) للتصريح بالمشبة به.