[المخصص قسمان: متصل ومنفصل]
  ومنهم(١) من اعتبر خصوص السبب، فيحكم بطهورية بئر بضاعة، وإهاب شاة ميمونة بذلك فقط. وهذا ضعيف؛ لأن الصحابة ¤ عممت أكثر العمومات مع ورودها في أسباب خاصة، منها: آية اللعان(٢)، وهي نزلت في هلال بن أمية.
  ومنها: آية الظهار(٣)، وهي نزلت في سلمة بن صخر.
  ومنها: آية السرقة، وهي نزلت في سرقة المجن، أو رداء صفوان(٤)، على الخلاف.
  واحتمالُ كون تعدية الحكم في مثل هذه العمومات(٥) للعلم بذلك من ضرورة الدين لا للخطاب احتمالٌ بعيد لا يدفع الظهور؛ لاحتجاجهم بنفس الخطاب، والله أعلم.
(١) مالك، والشافعي، والمزني، وأبي ثور. ح غ.
(٢) في كتاب التقريب المنتزع من التهذيب وغيره للقاضي محمد بن عامر الأصفهاني ¦ ما لفظه: قيل: نزلت في قصة عاصم بن عدي وامرأة عويمر، وشريك بن السمحاء، عن ابن عباس. وقيل: نزلت في قصة هلال ابن أمية وامرأته، عن ابن عباس أيضاً، وأما قصة عاصم فقيل: لما نزلت الآية التي هي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ...} الآية [النور ٤]، قرأها النبي ÷ على المنبر يوم الجمعة، فقال عاصم: جعلني الله فداك، إذا رأى رجل منا مع امرأته رجلاً فأخبر بما رأى جُلد ثمانين، وسماه المسلمون فاسقاً، ولا تقبل شهادته ابداً، وكيف لنا بالشهداء ونحن إذا التمسناهم كان الرجل قد فرغ من حاجته، فإن قتله قتل به، وإن سكت سكت على غيظ شديد، اللهم بين، وكان عويمر ابن عم لعاصم، وله امرأة تسمى خوله بنت قيس، فأتى عويمر عاصماً فقال: رأيت شريك ابن السمحاء على بطن امرأتي، فاسترجع عاصم، وأتى رسول الله ÷ في الجمعة الأخرى، فقال: يا رسول الله، إني ابتليت بالسؤال الذي سألت في أهل بيتي وقص عليه القصة، فقال رسول الله ÷ لعويمر: اتق الله في زوجتك وبنت عمك، فقال: يا رسول الله، أقسم بالله لقد رأيت شريكاً على بطنها، وهي حبلى، ولم أقربها مدة أربعة أشهر، وأنكر شريك وخولة ذلك، فنزلت الآية، فنودي بالصلاة جامعة، ثم أمر خولة وعويمر أن يفعلا ما حكى الله تعالى في هذه الآية من اللعان. وذكر في قصة هلال كهذه القصة.
(٣) في شرح الغاية: وأما آية الظهار فإنها نزلت في خولة، وقيل: خويلة بنت ثعلبة حين ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت، هذه رواية البخاري في صحيحه.
(٤) وقال الكلبي: إنها نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع. شرح غاية.
(٥) العمومات لا توجد في المخطوطتين.