الكاشف لذوي العقول،

أحمد بن محمد لقمان (المتوفى: 1039 هـ)

[خاتمة]

صفحة 253 - الجزء 1

  (ونحوه) من الأحاديث⁣(⁣١) الدالة مثل قوله ÷: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي»، وقوله ÷: «خير القرون قرني» ونحو ذلك.

  قلنا: لا دليل في ذلك على ما ذكرتم؛ (إذ المراد به المقلدون(⁣٢)) في أنه يجوز لهم تقليدهم.

  وأما قوله ÷: «خير القرون قرني» فيدل على فضلهم لا على الاحتجاج بقولهم، والله أعلم.

[خاتمة]

  (خاتمة) أي: هذه خاتمة للأدلة الشرعية، وهي أنه (إذا عدم الدليل الشرعي) من الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، وأنواع الاستدلال عند من جعلها من الأدلة - فإذا عدمت هذه الأدلة (عمل) حينئذ (بدليل العقل) أي: بما يقتضيه من حسن وقبح، فمِن شرط العمل به عدم الدليل الشرعي.

  واعلم أنه قد اختُلِف في أصل الأشياء⁣(⁣٣) هل على الحظر أم على الإباحة؟


(١) نحو «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر». عضد. قال الأصفهاني في شرحه على مختصر المنتهى: احتج بهذا الحديث مَن يقول: إن قول الشيخين حجة. قوله: «نحو اقتدوا باللذين من بعدي ..» الخ: قال في التلخيص: من حديث عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة، أعله ابن أبي حاتم، وقال: لا أصل له من حديث مالك، وقال البزار عن أبي حزم: إنه لا يصح؛ لأنه عن عبد الملك عن مولى ربعي وهو مجهول، ورواه وكيع عن سالم المرادي عن عمرو بن مرة عن ربعي عن رجل من أصحاب حذيفة عن حذيفة، وتبين أن عبد الملك لم يسمعه عن ربعي، وأن ربعيا لم يسمعه عن حذيفة، وسالم هذا قال الذهبي في الميزان: ضعفه يحيى بن معين والنسائي، وعمرو بن مرة كان يرى الإرجاء، وأما عبد الملك بن عمير فقال الذهبي: طال عمره فساء حفظه، وكان يدلس، وقال: قال أبو حاتم: ليس بحافظ، وقال أحمد ضعيف، وقال ابن معين يخلط، وقال ابن خراش: كان شعبة لا يرضاه قال: وذكر الكوسج عن أحمد أنه ضعيف. وأطلق ابن الجوزي جرحه. وقال الإمام الناصر للحق: عبد الملك كان شرطيا على رأس الحجاج، ثم كان عاملا لبني أمية، ثم كان قاضيا لابن هبيرة ولبني مروان، ويحكى أنه مر بأصحاب علي # وهم جرحى فجعل يجهز عليهم ويقتلهم، وهو عند بعض أهل الحديث مجهول. من جواباتٍ للإمام القاسم.

(٢) لأن خطابه ÷ للصحابة، وليس قول بعضهم حجة على بعض بالإجماع. عضد.

(٣) قبل ورود الشرع.

=