[المعرفة ورسومها]
  
  وبه نستعين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد ÷.
  روي بالإسناد الصحيح أن وافداً وفد على عالم من علماء آل رسول الله ÷ قيل: إنه القاسم بن إبراهيم #، فلما نظر إليه الوافد نظر رجلاً جسمه لا يشبه اسمه، فسلم عليه، فرد العالم السلام، وأطال الوافد الوقوف، وأطال العالم السكوت.
  فقال الوافد: إن لكل طالب حاجة.
  فقال العالم: ولكل كلام جواب.
  فقال الوافد: صدقت، إن الله سبحانه يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣] فعلم العالم أنه يريد منه علماً.
[المعرفة ورسومها]
  فقال له العالم: إن العلم بحر عميق.
  فقال الوافد: ولكل بحر سفينة ينجو بها راكبها.
  فقال العالم: وما سفينة بحر العلم؟
  فقال الوافد: المعرفة.
  فقال العالم: المعرفة اسم أم رسم؟
  قال الوافد: اسم ورسوم.
  قال العالم: كم رسوم المعرفة؟
  قال الوافد: يكفيك منها خمسة.
  قال العالم: وما هي؟
  قال الوافد: تعرف نفسك، وتعرف ربك، وتعرف دينك، وتعرف دنياك، وتعرف آخرتك، فإذا عرفت ذلك كله فلا حاجة لك إلى غيره.