[أمر الأشياء]
  لأخيه المسلم جاء يوم القيامة ولوجهه(١) نور يضيء مثل نور القمر، وتلقته الملائكة بالبشارة، ودخل الجنة آمناً، وأعطاه الله من الثواب ما لا يصفه واصف، ولا يحيط بمعرفته عارف.
  أمرّ الأشياء - أطيب الأشياء - أهول الأشياء
[أمرُّ الأشياء]
  قال العالم: فما أضرَّ الأشياء؟
  قال الوافد: سيئة يتبعها سيئة، ولا يكون عليها ندامة، ولا يرجع عنها صاحبها إلى توبة.
[أطيب الأشياء]
  قال العالم: فما أطيب الأشياء؟
  قال الوافد: العافية مع المعرفة، ووضع الأشياء في مواضعها، ومجالسة العلماء، ومدارسة الحكماء، وحضور مجالس الذكر، والتفكر في الصنع، والمبادرة في أعمال البر، وصلاح ذات البين، والتجهز للرحلة، والاستعداد للموت.
[أهول الأشياء]
  قال العالم: فما أهول الأشياء وأعظمها فزعاً؟
  قال الوافد: إذا نفخ في الصور، وبعثر من في القبور، واجتمع الخلائق، إلى الموقف المتضايق، فهنالك الفزع العظيم، والخَطْب الجسيم، وكل واحد منهم يقول: نفسي نفسي، لا يسأل في ذلك اليوم والد عن ولده، ولا ولد عن والده، ولا أخ عن أخيه {كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}[المدثر: ٣٨].
  قال: فلما انتهى الكلام بالعالم والوافد إلى هذا الحد عرف العالم أن الوافد حسن المعرفة، جيد الفطنة، رصين الدين، صحيح اليقين، متين الورع، كثير
(١) في الأصل: ولوجه. وقد أدخلنا بقية التصحيحات لما كان في الطبعة الماضية غير مفهوم من دون إشارة إلى النسخة، واستئناساً بما في مجموع الإمام القاسم # المطبوع.