[الإيمان]
[الإيمان]
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال العالم: الإيمان بالله، والإقرار به وبما جاءت به الرسل، وتؤمن جوارحك حتى لا تستعملها في شيء مما يكرهه منك ربك، فتكون قد أمنتها من عذاب الله.
  ومن الإيمان: أن تؤمن الناس من يدك(١) ولسانك وظنون قلبك، فإذا فعلت ذلك فأنت مؤمن.
  ومن الإيمان: الرضا بالقضاء، والشكر على العطاء، والصبر على البلاء.
  ومن الإيمان: المحافظة على الفرائض والسنن، والقيام بالنوافل والفضائل.
  ومن الإيمان: أن تعلم أن الله حق، وقوله حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث حق، وأن الثواب حق، والحشر حق، والقيامة حق، والعرض حق، والحساب حق، وأن الله على كل شيء قدير.
  وأنك منقول من هذه الدار الفانية، إلى الدار الآخرة الباقية، مسئول عن أعمالك، موقوف على أفعالك وأقوالك، وإقلالك وإكثارك، وإعلانك وإسرارك، فتَجِدُ كلما عملت قد أحصي عليك، وأنت اليوم في دار المهلة، ومكان الفسحة، فلا تذهب أيامك سُدى، فاعمل فيها بطاعة الله، وعلق قلبك في ملكوت إلهك، واجعل دليلك القرآن، وقرينك الأحزان، وفعلك الإحسان، وطعامك الفكر، وحديثك الذكر، وحليتك الصبر، وقرينك الفكر، وهمك الحساب، وسعيك الثواب، وجليسك الكتاب، وأملك الرجاء، وسريرتك الوفاء، وسيرتك الحياء، وفاقتك الرحمة، وعملك الطاعة، وطلبتك النجاة، وسؤالك المغفرة، وسبيلك الرضا، وخوفك العقاب، ورقيبك الثواب، وعن يمينك الكتاب، فمن سلك هذه الطريق سبق، ومن تكلم بهذا صدق، وهي عروةٌ من تعلق بها استوثق، والحمد لله رب العالمين.
(١) مكرك. (خ).