[الرجاء والخوف]
  كل معوج، ويسلك به خير منهج، عالماً يقتدى به، ولياً(١) يهتدى به، ولا يكون ممن يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين.
[الرجاء والخوف]
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال العالم: أما علمت أن الدنيا شدة ورخاء؟
  قال: بلى.
  قال: فليكن حالك في الشدة كحالك في الرخاء.
  قال: بين لي ذلك.
  قال: أليس الرخاء حساب، والشدة ثواب(٢)؟
  قال: بلى.
  قال: فأيهما أحب إليك الثواب أم الحساب؟
  قال: بل الثواب أحب إليَّ من الحساب.
  قال: أما علمت أنك وقت الشدة ترجو الرخاء، وفي وقت الرخاء تخاف الشدة، وذلك قوله ø: {فَإِنَّ معَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ معَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦}[الشرح] فتعرف حد الشدة فتكون راجياً للرخاء، وتعرف حد الرخاء فتكون خائفاً للشدة؛ لأن الرخاء والشدة يعتقبان، فاستعد للحالتين جميعاً، ولست أعني لك شدة الدنيا ولا رخاءها؛ لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، ولكني أخاف عليك شدة الآخرة إذا رضيت برخاء الدنيا.
  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟
  قال العالم: الرضا بالعطاء، والصبر على القضاء.
(١) كذا في الأصل، ولعل نصبه على الحال.
(٢) كذا في الأصل، ولعله على لغة ربيعة، أو خطأ من النساخ