[المريد]
  ثم البطن خاصة فاحفظه عن الحرام والسحت والشبهة والشهوات فإن نور القلب وصفاه من طيب طعمة البدن وخبثها.
  وأما الفرج فما دمت حارساً لبطنك من الامتلاء والشبع فأنت قادر على حفظ فرجك.
  المريد - مقامات الأولياء
[المريد]
  قال الوافد: كيف يكون المريد للعبادة؟
  قال العالم: يكون قلبه يجول في الملكوت الأعلى، ثم يمنع نفسه من الرجوع إلى عادتها وشهواتها، فإن لم يكن كذلك فهو مغرور في ما هو فيه، وغير مستحق لما يدعي، ومحال أن يطير الطائر في الهوى، وهو مربوط في حجر ثقيل، كذلك القلب محال أن يصعد في الملكوت الأعلى وهو مربوط بالآفات، محفوف بالرغبة في الدنيا، مشغول بالتزين، والتنقل في الشهوات، والغفلة عن الطاعات، وقلة الخوف لما هو آتٍ.
[مقامات الأولياء]
  واعلم أن مقام الأولياء لا يقوم به إلاَّ من عمل أعمال الصادقين، وهي الاجتهاد في الطاعات، والانتهاء عن الشبهات، والترك للشهوات، والتوكل والتفويض، والزهد والتسليم، والاعتبار والتفكر، والورع والذكر، والخوف والخلوة، والقرب والمعرفة، والحب والإخلاص، واليقين والصدق، والخشية والرجاء، وجميع ذلك لا يكون إلاَّ من القلب الصليب، الصافي الرقيق، التارك لحطام الدنيا وعنائها(١)، فإن الله تعالى يقبل على عبده بالجود والعطاء ما دام العبد مقبلاً على صفي عمله، لا يولي إلى غيره.
  فإذا خيلت لك نفسك أنك من الصالحين - فحقق ذلك بخمسة أشياء، واختبر بها نفسك، وهي الأخذ والعطاء، والفقر والغنى، والعز والذل، والمدح والذم، والموت والحياة.
(١) قد تكون: وغثائها.