الوافد على العالم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الطاعة]

صفحة 30 - الجزء 1

  لزوم العفاف، والرضا بالكفاف، والصيانة لها من التبرج من اللهوج والأبواب، والتشرف⁣(⁣١) إلى أهل الفحش والارتياب، ومنع الدخَّالات إلى دار المسلمات، مما لا يشاركهن في الدين والإحسان، فأولئك هاتكات الستور، ومبيحات كل محظور، والناقلات الكلام الزور، والجالبات للفحشاء والفجور، والْمُبَغِّضَات للنعمة، والمدخلات على المؤمنات الهم، والمفرِّقات للإلفة، والراعيات للكشفة.

  ولقد روي عن علي #: (أحب إليَّ أن أجد في منزلي مائةَ لصٍّ يسرقونه أهون علي من أن أجد فيه عجوزاً لا أعرفها).

  ومن ذلك إنصاف الخادم فيما يقدر عليه، والنهي له عما لا حاجة له فيه، والرفق به فيما لا يقدر عليه، والنظر له فيما لا يدري، فهذا الأمر بالمعروف.

  وأما النهي عن المنكر فمن المنكر: فعل الشرور، والقول السيء، والقول بالفواحش، والغدر، والتيه.

  ومن الفعل: القتل، والزنا، والربا، ومن التيه: الرياء، والكبر، والحسد، والبغضاء، والشحناء.

  ومن الفعل: أخذ أموال الناس سراً وجهراً. ومن القول: النميمة، والغيبة، وشهادة الزور، فهذا من النهي عن المنكر.

[الطاعة]

  قال الوافد: فما وراء ذلك يرحمك الله؟

  قال العالم: تطيع الله الذي أسلمت له.

  قال الوافد: وما الطاعة يرحمك الله؟ بيّنها لي حتى أعرفها وأعمل بها؟

  قال العالم: الطاعة اتباعك لما أمرك الله به، واجتنابك ما نهاك الله عنه، فعليك فيما قد علمت التوبةُ والرجوعُ، والإنابة والتضرع، ولك في ذلك المغفرة، فإنك إذا خفت ربك تبت إليه.

  وتعرف الخوف ما هو وكيف هو؟


(١) تشرف للشيء: تطلع إِلَيْهِ، وللفتنة: تعرض لَهَا. [المعجم الوسيط]