الوافد على العالم،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الحياء]

صفحة 44 - الجزء 1

  لا تنال شهوات الآخرة إلاَّ بترك شهوات الدنيا، لا تنال النعيم إلاَّ بترك النعيم، لا تنال معانقة الحور إلاَّ بصلاح الأمور، ومجانبة الشرور، ورفض المحذور.

  لا ينال الشفاعة إلاَّ من قام لأخيه بالنفاعة، وحافظ على صلاة الجماعة، وأطعم الأيتام في المجاعة.

  من أحب الشرب من حوض الرسول - فليترك كلام الفضول، ويتثبت فيما يقول، فإنه لا بد مسئول.

  الحياء - أسباب إدراك حلاوة الطاعة - الورع

[الحياء]

  قال الوافد: صف لي الحياء؟

  قال العالم: من عمل بالرياء بعُد منه الحياء، وحجب منه الضياء، وتكدرت عليه الدنيا، وعاش في الناس يهودياً، وحشر يوم القيامة مجوسياً.

[أسباب إدراك حلاوة الطاعة]

  قال الوافد: كيف أنال حلاوة الطاعة؟

  قال العالم: لا تدرك الحلاوة إلاَّ بإدمان الفكر والتلاوة، ولا تنال حقائق المعاني إلاَّ بترك الأماني.

  ولا يتمكن في قلبك الخوف والوجل إلاَّ برفض الدنيا وقصر الأمل، وإخلاص العمل، وهجران الكسل.

[الورع]

  قال الوافد: صف لي محض الورع؟

  قال العالم: لا تنال الورع إلاَّ بكثرة الخوف والفزع، واختيار الجوع على الشبع، وبترك الشهوات والطمع، وصفا عند ذلك قلبك، ونلت لذة السهر والقيام، وقَرُبْتَ من ذي الجلال والإكرام، وملكت نفسك، ووافقت أنسك، ورضي عنك الرب، وغفر لك الذنب.