[الحيلة في دخول باب الله]
  لماذا الغفلة - الحيلة في دخول باب الله
[لماذا الغفلة]
  قال الوافد: كيف أكون ذاكراً وأنا لا أسلم من الغفلة؟
  قال العالم: لا تكون الغفلة إلاَّ في من أكثر الغفلة.
  من غفل وقع في الزلل، إذا أردت السعادة - فودع الوسادة، وجالس أهل الزهادة، وأكثر العبادة.
  عجباً ممن يستريح وقد تاب، وممن يلهو وقد شاب.
  ما كان في الله تلفه كان على الله خلفه، لا يضيع طالبه، ولا يخيب آمله.
  اجتهد تجد، أخْلِص تخلص، اتبع الرسول وأبشر بالوصول، من اتصل وصل، ومن ترك الجدال نال كل منال، وكُفِيَ الشدة والأهوال.
  من خالف الهوى أُدخل جنة المأوى، من ندم كُرِّم.
[الحيلة في دخول باب الله]
  قال الوافد: ما حيلة من دنا من الباب فمنعه الحُجَّاب، فلم يصل إلى الأحباب؟
  قال العالم: حيلته ملازمة القلق والاكتئاب، والحزن والانتحاب، والْفَرَق والانتداب إلى أن يأذن له الأحباب، ويُفتح له الباب.
  إذا أردت في الجنة الوقوف - أكثرت في المساجد العكوف، فإنك تأمن من كل مخوف.
  كم من متردِّد لا يؤذن له، وطارق لا يفتح له، وكم من مصروف مطرود، مهانٍ مردود.
  كم من مظهر انتحابه، ولا يفتح له بابه، وكم من طامع في ثوابه، وهو من أهل عذابه.
  قال الوافد: كيف الوصول؟
  قال العالم: صِلْ الليل بالنهار، وتضرَّع في غسق الأسحار، لعله أن يخفف عنك الأوزار، وسبح بالعشي والإبكار، وتعوَّد الندم والاستغفار - تحرم بذلك على النار.