[دور المال والعمل والكسب المشروع]
[دور المال والعمل والكسب المشروع]
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الكبير المتعال، ذي العظمة والجلال والمن والإفضال، الحمد لله سريع الحساب شديد المحال، الذي أنعم علينا بأبلغ النعم والفضائل، وأكد حجته علينا بالكتاب النازل والرسول الفاضل والعقل الكامل، ودلنا على معرفته وعبادته بالبراهين والدلائل.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبد عامل، وعن أمر الله غير مائل ولا عادل.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله أولي العلم والفضائل.
  عباد الله، نتواصى بتقوى الله وملازمة الطاعات، واعلموا أن أول ما فرض الله على عباده هو الإيمان، فالإيمان هو الركن الأول للإسلام، وآيات القرآن الكثيرة تدلنا على أن أساس الإيمان في الإسلام هو الاطمئنان إلى الله، والاعتراف بكل ما تحمله كلمة الإيمان من المعاني التي تتسع لكل جوانب قدرة الله وعظمته، وما جاءت به رسله من كتب وتشريعات، والإسلام هو مظهر ذلك الإيمان، وهو أعظم من أن يكون نطقاً بالألسنة دون أن يُقَدِّم عليه الإنسان دليلاً من أعماله؛ لأنه إذعان لله ويقين تنشرح به الصدور، ونور تنفسح له النفوس، ثم لا تلبث الجوارح أن تنطلق به إلى الخير الذي رسمه الله لها، وجاء في بعض المرويات: «وليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل».
  ولقد قرن الله في عشرات الآيات من كتابه الدعوة إليه بالدعوة إلى العمل، واعتبره بمنزلة الثمرة التي يكون الإيمان بدونها ضرباً من اللغو الذي لا يقيم الله له وزناً، ولقد كَذَّبَ الذين يدَّعون الإيمان ويطمعون في رحمة الله ويتطاولون على منازل الجنة قبل أن يبادروا إلى أداء ما فرض الله عليهم ويبتعدوا عما نهاهم عنه وحذرهم من فعله.