درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة فيها تفسير كلمات الزهراء صلوات الله عليها

صفحة 142 - الجزء 1

  وكذلك مدينة الرسول ÷ فهي أفضل بقعة بعد مكة، كيف لا وقد اختارها الله تعالى مهاجراً لحبيبه وصفيه محمد ÷ وجعل الصلاة في مسجده بها بألف صلاة فيما سواه.

  ويروى أن آدم # حج البيت العتيق ألف مرة.

  وعن الصادق # أنه قال: «لما أفاض آدم # من منى تلقته الملائكة بالأبطح وقالوا: يا آدم بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام»، فلعظمة هذا البيت واستجابة من الله ø لدعوة خليله إبراهيم # حين تضرع إلى الله وقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}⁣[إبراهيم: ٣٧]، لهذا يشتاق المؤمنون لزيارة تلكم المواطن المقدسة، وترفرف إليها قلوبهم، وتهوي أفئدتهم.

  وأخيراً نسأل الله تعالى أن يوفقنا للحج والعمرة والزيارة ولجميع طاعاته وعباداته، وأن يكشف عنا بلاءنا ويستجيب لنا دعاءنا، وأن يقوينا على أداء الطاعات واجتناب المحرمات إنه سميع مجيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين، آمين اللهم آمين.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}⁣[آل عمران].