في فضل رجب وفيها ذكر إسلام أهل اليمن ومولد أمير المؤمنين #
  فاغتنموا هذا الشهر العظيم فهو شهر الله تعالى نسبه ø إلى نفسه، أخبرنا بذلك سيد البشرية محمد ÷ حيث يقول من حديث طويل، يذكر فيه فضل هذا الشهر وفضل الصيام والأعمال الصالحة فيه فقال: «ألا إن رجب شهر الله الأصم، وهو شهر عظيم»(١).
  وإنما سمي الأصم لأنه لا يقارنه شهر من الشهور حرمة عند الله وفضلاً، وقد كانت الجاهلية تعظمه فلما جاء الإسلام لم يزدد إلا عظمة وفضلاً.
  وعنه ÷ أنه قال: «ألا إن شهر رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي، ألا فمن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر وأطفأ صومه في ذلك اليوم غضب الله تعالى، وأغلق عنه باب من أبوب النار، ولو أعطي مثل ذلك ذهباً ما كان ذلك بأفضل من صومه»(٢).
  أيها المؤمنون، لقد أطلَّت علينا الثلاث البيض منه، والتي جاء في فضلها على جهة العموم ما روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «صيام الدهر ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة من الشهر»(٣) من كل شهر وذلك أن الحسنة بعشرة أمثالها، فيكتب له بصيام كل يوم صيام عشرة أيام.
  وأما على جهة الخصوص، فما روي عن جعفر الصادق # أنه قال ما معناه: «أعطيت أمة محمد ÷ ثلاثة أشهر هي عندي أفضل الشهور: رجب وشعبان ورمضان، كما أعطيت ثلاث ليال لم يعطهن غيرها من الأمم: ليلة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وأعطيت ثلاث سور من القرآن لم يعطهن غيرها من الأمم: سورة يس، وتبارك الذي بيده الملك، وقل هو الله أحد، فمن جمع بين هذه الثلاث فقد حاز وجمع أفضل ما أعطيت أمة محمد ÷» فقيل:
(١) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن أبي سعيد الخدري.
(٢) المصدر السابق.
(٣) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن جابر.