درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

في فضل رجب وفيها ذكر إسلام أهل اليمن ومولد أمير المؤمنين #

صفحة 145 - الجزء 1

  يا ابن رسول الله، كيف يجمع بين ذلك؟

  فقال: «يصلي في الليالي البيض من هذه الأشهر الثلاثة في ليلة الثالث عشر يصلي ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وهذه الثلاث السور، وفي ليلة الرابع عشر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث السور، وفي ليلة الخامس عشر يصلي ست ركعات كل ركعة بفاتحة الكتاب وهذه السور الثلاث، فحينئذ يحوز أفضل ما أعطيت هذه الأمة ويغفر الله له ذنوبه».

  فاغتنموا الأعمال الصالحة في هذه الأيام وهذه الليالي المباركة، وأديموا ذكر الله، فهذه الأيام العظيمة هي أيام الاستقالة من الأوزار والخطيئات، فإنه قد روي أنه «أتى رسول الله ÷ جبريل # وهو بتبوك، فقال: يا محمد، اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، فخرج رسول الله ÷ ونزل جبريل # في سبعين ألفاً من الملائكة $، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعن، حتى نظر إلى مكة والمدينة، فصلى عليه رسول الله ÷ وجبريل والملائكة $، فلما فرغ قال: يا جبريل، بم بلغ معاوية بن معاوية هذه المنزلة؟ قال: بقراءته قل هو الله أحد قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً»⁣(⁣١).

  فيا أيها المؤمنون، اغتنموا هذه الأشهر العظيمة وهذه الليالي والأيام المباركة، واحذروا ندامة التفريط حيث لا تنفع الندامة إذا زلت الأقدام، فيا ذوي الهمم العالية والنظر، ويا طالبي التجارة الرابحة لمن اتجر شمروا لتجارة لن تبور.

  عباد الله، فاتقوا الله حق تقاته واسعوا بجد وإخلاص لتحصيل مرضاته، وكونوا في الله إخواناً، وعلى الحق والبر أنصاراً وأعواناً، واعرفوا حقوق الله عليكم ونعمه التي أسبلها عليكم، واشكروه على تلك النعم يزدكم، وأطيعوا الله والرسول لعلكم


(١) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن أبي أمامة.