قيل: يا رسول الله، ومن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا لينال ما وصفته؟ قال: «يسبح الله في كل يوم في شهر رجب إلى تمام ثلاثين يوماً هذا التسبيح مائة مرة: سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان الأعز الأكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل»⁣^(⁣١).

  فها هو قد أطل علينا شهر الله المعظم شهر رجب الأصم، أحد الأشهر الحرم، شهر رغب الله فيه عباده بالطاعات وضاعف فيه الحسنات، فقد روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «ألا إن رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي»⁣^(⁣٢).

  ويقول ÷: «رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، ومن صام يوماً من رجب فكأنما صام سنة، ومن صام منه سبعة أيام أغلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة»⁣^(⁣٣)، والحديث كما يروى أن الله تعالى أمر نوحاً # بركوب السفينة في شهر رجب فصامه وأمر من معه بصيامه، فجرت بهم السفينة ستة أشهر كان آخر ذلك يوم العاشر من المحرم فاستوت السفينة على الجودي فصام نوح # يوم عاشوراء وأمر من معه بصيامه.

  ولعل أن هذا اليوم الجمعة أول جمعة من شهر رجب، ويوم الجمعة الأولى من شهر رجب يعتبر عيداً من أجمل الأعياد وأجلها، ولا سيما في يمننا الميمون، فإن في مدن اليمن وأكثر الأرياف يعتادون في هذا اليوم التجمل والتزين، والتقرب إلى الله تعالى بالذبائح والتوسعة على العيال، وتبخير المساكن وما إلى ذلك من الأعمال التي تدل على الأفراح والسرور، بينما الأغلبية من الناس لا يعرفون عن

(١) روى الحديث بطوله الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن أبي سعيد الخدري.

(٢) المصدر السابق.

(٣) روى الحديث كاملًا الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن عبد الغفور - يعني: ابن سعيد - عن عبد العزيز بن سعيد.