في فضل رجب وفيها ذكر إسلام أهل اليمن ومولد أمير المؤمنين #
  وذلك بولادته في بيت الله حيث أراد الله له ذلك، وقد بلغ - سلام الله عليه - في أصول الفضائل ما لم يبلغه سواه، ففي العلم بلغ الغاية حيث قال له النبي ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب»(١).
  وبلغ في زهده وعفته وورعه ما لم يبلغه سواه من أمة محمد ÷ بالإجماع، وفي الشجاعة أجمع المسلمون وغيرهم على أنه أشجع العباد بعد النبي ÷ ويكفي نداء جبريل # قائلاً: «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي»(٢)، وقول النبي ÷ له في يوم الخندق: «برز الإسلام كله للشرك كله»(٣).
  وفي العدل بلغ إلى حيث يقول: (أوَأبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرَّى)، وكان يقول: (والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهداً أو أُجَر في الأغلال مصفداً أحب إلي من أن ألقى الله ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام، والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها).
  فسلام الله عليه يوم ولد في كعبة الله المقدسة، ويوم استشهد في شهر الله وفي خلال إقام فريضة من فرائض الله، وذلك في مسجد الكوفة المعظم، ويوم يبعث حياً.
  ونسأل الله تعالى أن يسلك بنا سبيل محمد وآله، وأن يأخذ بنا منهاجهم، ويقفو بنا
(١) رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في كتابه المسمى بالمجموع المنصوري ورفعه إلى جابر بن عبدالله الأنصاري، وروي في الكامل المنير المنسوب إلى نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الرسي @ بلفظ: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» وبه رواه الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في كتاب طبع ضمن المجموع.
(٢) رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في كتابه المسمى بالمجموع المنصوري، وروي في الكامل المنير المنسوب إلى نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الرسي @.
(٣) رواه السيد العلامة محمد عبد الله عوض في محاضرات رمضانية عند تفسيره لقوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ}[الأحزاب ١٠].