دائرة الجمعة في شهر رجب
  صلح أنِسْتَ به، وإن فسد فلا تستوحش إلا منه وهو عملك»(١).
  فاجعلوا أعمالكم صالحة وخالصة لوجه الله ø، والصيام وكما تعرفون من أجلِّ الطاعات وأكمل العبادات، وقد جاء في فضل الصيام في هذا الشهر العظيم الروايات، منها: جاء عن النبي ÷ أنه قال: «من صام رجب يوماً من أوله أو من أوسطه أو من آخره أوجب الله له الجنة وجعله معنا في درجتنا يوم القيامة» وساق في الحديث إلى أن قال: «من صام سبعة أيام أغلقت عنه أبواب النار السبعة، ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»(٢).
  وفي رواية عن رسول الله ÷: «إن في الجنة نهراً يقال له رجب أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر»(٣).
  وروي أن رجلاً دخل إلى الصادق # في شهر رجب وقد بقيت منه أيام فنظر إليه وسأله: هل صمت في هذا الشهر شيئاً؟ فقال: لا، فقال الصادق #: لقد فاتك من الثواب ما لم يعلم مبلغه إلا الله ø، إن هذا الشهر قد فضله الله وعظم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته، فقال الرجل: فإذا أنا صمت مما بقي شيئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فأجاب #: نعم، من صام من آخر هذا الشهر يوماً كان ذلك أماناً له من سكرات الموت، وأماناً له من هول المطَّلَع وعذاب القبر، ومن صام ثلاثة أيام من آخره أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطي براءة من النار.
(١) رواه الشريف زيد بن عبدالله بن مسعود الهاشمي في الأربعين السيلقية.
(٢) روي ما يقاربه في الأمالي الخميسية.
(٣) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن موسى بن عبد الله بن يزيد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ÷ ...