درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة فيها ذكر ليلة النصف من شعبان

صفحة 159 - الجزء 1

  بالله شيئًا إلا ان يكون ساحرًا أو كاهنًا أو مشاحنًا، أو مدمن خمر، أو مصرًّا على الربا فإن هؤلاء لايغفر لهم حتى يتوبوا، فخرج النبي ÷ إلى بقيع الغرقد فصلى وسجد فبينا هو ساجد يبكي ويقول في سجوده: «أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لاأحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد». حتى إذا كان في بعض الليل نزل جبريل فقال: يامحمد، ارفع رأسك إلى السماء، فرفع رأسه فإذا أبواب الرحمة مفتوحة، على الباب الأول ملك ينادى: «طوبى لمن ركع في هذه الليلة»، وعلى الباب الثاني ملك ينادى: «طوبي لمن سجد في هذه الليلة»، وعلى الباب الثالث ملك ينادى: «طوبي لمن خشع في هذه الليلة»، وعلى الباب الرابع ملك ينادى: «طوبي لمن دعا ربه في هذه الليلة»، وعلى الباب الخامس ملك ينادى: «طوبي لمن بكى في هذه الليلة»، وعلى الباب السادس ملك ينادى: «هل من سائل فيعطى سؤله، هل من داع فيستجاب دعوته، هل من مستغفر فيغفر له»⁣(⁣١).

  ومما ورد في فضلها ما يروى عن رسول الله ÷ أنه قال: «أربع ليال يفرغ الله تعالى الرحمة على عباده إفراغاً: أول ليلة من شهر رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، والأضحى»⁣(⁣٢).

  وجاء في تفسير قول الله ø: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤}⁣[الدخان]، هي ليلة النصف من شعبان، يدبر الله ø أمر السنة فيها، ينسخ فيها أسماء الموتى من الأحياء.

  وعن رسول الله ÷ أنه قال: «يطلع الله ø إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»⁣(⁣٣).


(١) ذكره العنسي في كتاب الإرشاد إلى نجاة العباد.

(٢) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن الحسن.

(٣) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن معاذ بن جبل.