خطبة فيها ذكر ليلة النصف من شعبان
  بالله شيئًا إلا ان يكون ساحرًا أو كاهنًا أو مشاحنًا، أو مدمن خمر، أو مصرًّا على الربا فإن هؤلاء لايغفر لهم حتى يتوبوا، فخرج النبي ÷ إلى بقيع الغرقد فصلى وسجد فبينا هو ساجد يبكي ويقول في سجوده: «أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، لاأحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد». حتى إذا كان في بعض الليل نزل جبريل فقال: يامحمد، ارفع رأسك إلى السماء، فرفع رأسه فإذا أبواب الرحمة مفتوحة، على الباب الأول ملك ينادى: «طوبى لمن ركع في هذه الليلة»، وعلى الباب الثاني ملك ينادى: «طوبي لمن سجد في هذه الليلة»، وعلى الباب الثالث ملك ينادى: «طوبي لمن خشع في هذه الليلة»، وعلى الباب الرابع ملك ينادى: «طوبي لمن دعا ربه في هذه الليلة»، وعلى الباب الخامس ملك ينادى: «طوبي لمن بكى في هذه الليلة»، وعلى الباب السادس ملك ينادى: «هل من سائل فيعطى سؤله، هل من داع فيستجاب دعوته، هل من مستغفر فيغفر له»(١).
  ومما ورد في فضلها ما يروى عن رسول الله ÷ أنه قال: «أربع ليال يفرغ الله تعالى الرحمة على عباده إفراغاً: أول ليلة من شهر رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، والأضحى»(٢).
  وجاء في تفسير قول الله ø: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤}[الدخان]، هي ليلة النصف من شعبان، يدبر الله ø أمر السنة فيها، ينسخ فيها أسماء الموتى من الأحياء.
  وعن رسول الله ÷ أنه قال: «يطلع الله ø إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»(٣).
(١) ذكره العنسي في كتاب الإرشاد إلى نجاة العباد.
(٢) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن الحسن.
(٣) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية عن معاذ بن جبل.