[الخطبة الثالثة لشهر رمضان فيها ذكر مقتل الإمام علي #]
  أفدح الخسارات التي أُصيبت بها بعد رسول الله ÷.
  فَقَدَتْ الأمة بطولة غدت أنشودة الزمان، وشجاعة ما حلم التاريخ بمثلها، وحكمة لا يعلم بُعْدَها إلا الله.
  كما خسرت وفقدت طهراً ما اكتسى به غير الأنبياء، وزهداً ما بلغه إلا المقربون، وبلاغة كأنما هي رجع صدى لكتاب الله، وفقدت فقهاً وعلماً وتظلعاً بأحكام الرسالة، رشحته لأن يكون باب مدينة علم رسول الله ÷ ومرجعاً للأمة الإسلامية في جميع شئونها.
  فسلام الله عليه يوم ولد في كعبة الله المقدسة، ويوم قضى نحبه شهيداً في محرابه، ويوم يبعث حياً.
  ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والإعانة والصبر على الطاعة، وأن يجعل أقوالنا وأعمالنا خالصة لوجهه، وأن نكون ممن شملتهم رحمة الله، وعمهم عفوه، وأن يعتق رقابنا من النار، آمين اللهم آمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥}[البقرة].