دائرة / الجمعة الأخيرة من شهر رمضان
دائرة / الجمعة الأخيرة من شهر رمضان
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق الإنسان بقدرته، وكلفه طاعته بعدله وحكمته، نحمده على نعمه العظيمة، ونشكره على آلائه الجسيمة.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فلا ندعوا مع الله أحداً، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، الذي أرسله بالهدى، وأنزل عليه القرآن دليلاً على صدقه وشاهداً، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين.
  عباد الله، اتقوا الله حق تقاته فإنه لا صبر لأحد على عذابه، ولا مفر للعصاة من عقابه، إلا أن يفروا إليه بطاعته ويتوبوا إليه من أسباب عقوبته، وإلا فلا نجاة لأعداء الله من بأسه، ولا ناصر لهم من بطشه، فلا تنفعهم شفاعة الشافعين، {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ٤٣ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ٤٤}[الحجر]، يقول الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥}[الزخرف]، ففروا إلى الله من هذه النار، فأنتم اليوم في دار الخيار، والفرار من عذاب الله إنما هو تقوى الله وتقوى الله هي طاعته، فأدوا ما أوجب الله عليكم، وتجنبوا ما حرمه عليكم، وتوبوا إليه من جميع الذنوب وتخلصوا من جميع المظالم، ولا تسمعوا لوساوس الشيطان فإنه يصغر لأوليائه الكبائر ويهون عليهم العظائم.
  أيها المؤمنون، إن هذا اليوم يوم الجمعة؛ ويوم الجمعة كما تعرفون سيد الأيام، وهي أيضاً آخر جمعة من شهر رمضان الكريم، ولها حرمة عند الله عظيمة ولها فضل كبير.
  هذه كرامة الله وهذا عطاء الله الجزيل، هذه نفحاته الطيبة المباركة التي اختص بها أمة حبيبه محمد ÷، ولكن من المؤسف أن كثيراً من هذه الأمة لم يتقبلوا هذه الكرامات والنفحات؛ لأنهم انحرفوا عن صراط الله الأقوم، واتجهوا بكل قواهم