درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

الخطبة الثانية عند قدوم يوم عرفة

صفحة 227 - الجزء 1

  بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ٢٧}⁣[الحج]، والحج عبادة مالية وبدنية.

  وهدف الحج هذا هو هدف كل عبادة في الإسلام، ألا وهي الخلوص إلى الله سبحانه، وقطع النظر عما سواه في هذا الوجود، واتخاذ المعبود غاية في نشاط الإنسان وتوجهاته، ليمتلئ وجدانه بالحقيقة الكبرى، فيغدو متطهراً ومتجرداً عن كل شر ورذيلة، ولهذه الغاية العظيمة شرع الله الحج واعتبره حقه على عباده فقال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}⁣[آل عمران: ٩٧].

  والحج ركن أساسي من أركان الدين، ودعامة متينة من دعائم الإيمان، وقد تكررت الآيات والأخبار النبوية الصريحة بأهمية الحج ومكانته عند الله فمن لم يكن قد أدى هذه الفريضة وهو مستطيع فعليه أن يبادر نسأل الله التوفيق لذلك.

  وأن يمكننا من حج بيته الحرام وزيارة نبيه وأهل بيته الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.

  فنسأل الله تعالى أن يعجل الفرج، وأن يمكننا من زيارة تلك المشاعر المقدسة والتمتع برؤية البيت العتيق، وبزيارة سيد الخلق محمد ÷، وأن يشركنا في دعاء عباده الصالحين إنه سميع مجيب.

  ألا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه حين يقول عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦} اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبدالله الصادق الأمين، خير خلق الله وخاتم رسل الله، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه والإمام من بعده، أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الطاهرة سيدة نساء الدنيا والآخرة، بضعة الرسول فاطمة الزهراء البتول، وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين، أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين، وعلى الشهيد الولي التقي أمير