[دائرة عامة]
[دائرة عامة]
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لحمده وجعلنا من أهله لنكون من الشاكرين، وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين، الحمد لله الذي حبانا بدينه، واختصنا بملته، وبين لنا سبل إحسانه؛ لنسلكها بمنه إلى رضوانه، حمداً يتقبله منا، ويرضى به عنا.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  عباد الله، نتواصى بتقوى الله فإن خير ما نتواصى به هي التقوى، فلنتق الله في عاجل أمرنا وآجله، وفي السر وفي العلانية، فإن تقوى الله تقينا مقته وعقوبته وسخطه، وإن التقوى تبيض الوجوه وترضي الله وترفع الدرجات، ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً.
  «أيها الناس، إن العبد بين مخافتين: أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليتزود العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار»(١).
  أيها الناس علينا أن نحاسب أنفسنا في كل حين، فالعمر رأس مال العبد فلا يترك رأس ماله يذهب هدراً، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، علينا أن نفكر في عواقب أمورنا فنحن عما قريب راحلون من هذه الحياة الزائلة.
  ألا وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته وأمركم بالصلاة
(١) رواه الإمام الموفق بالله في الاعتبار عن أبي بكر الهذلي عن الحسن، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله ÷ ... الحديث.