درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

دائرة عامة

صفحة 252 - الجزء 1

دائرة عامة

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي وسع كلَّ شيء علمُه، ونفذ في كل مصنوع قضاؤه وحكمه، وعم جميع العباد عفوه وحلمه، الذي يختص بالحكمة من شاء من أوليائه، ويختار لها المخلصين من أصفيائه، نعمةً منه وفضلاً كبيراً، ومن يُؤْتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فهو الحكيم الخبير، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبدُه ورسوله، المخصوص من الحكمة بأفصحها لساناً، وأوضحها دلالة وبياناً، وأظهرها حجة وسلطاناً، نبي الرحمة والمؤيد بالمهابة والعصمة، الكاشف لغياهب الظلمة حتى أشرقت أحكام الإيمان، وبسقت أعلام القرآن، ونطقت الألسنة مخلصة بتوحيد الرحمن، وزهقت أباطيل الضلالة والبهتان، صلى الله عليه وعلى آله الذين اصطفاهم لوراثة الكتاب، وحباهم بالنصيب الأوفى من الثواب، وجعلهم للأمة هداة وأعلاماً، وبأحكام الدين قُوَّاماً وحكاماً، وألزمنا أن ندعو لهم في كل يوم وليلة خمس مرات؛ دلالة على أنه راض عنهم وأنهم على الحق ومع الحق.

  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن تقوى الله عروة ما لها انفصام، وذروة ما لها انهدام، من تمسك بها كفته محذور العاقبة، ومن حققها وألزم نفسه بها كفته شرور كل نائبة.

  فاتقوا الله وشمروا في السعي إلى مرضات الملك الكريم، واغتنموا ما استطعتم عمله من طاعة الإله العظيم.

  ألا وصلوا وسلموا على من أمر الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز قائلاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}.