دائرة عامة
دائرة عامة
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله الذي جعل ما خلقه عليه دليلاً، وجعل ما صنعه إلى معرفته سبيلاً، الحمد لله الذي تعالى عن المشاهدة والإدراك وتنزه عن المشابهة والإشراك، الحمد لله الذي دل بعجائب صنعته على تفرده، واستشهد بواضح الحكمة على وحدانيته، وقال في كتابه الكريم: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ٤٢ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤٣}[الإسراء]، نحمده ونؤمن به ونستهديه.
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
  أما بعد، فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فمن يتق الله يجعل له فرقاناً، يُفَرِّق به بين الحق والباطل؛ ليعمل بالحق ويرفض الباطل، ومن يتق الله ينور الله قلبه ويشرح له صدره فهو يقول: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}[الزمر: ٢٢]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق].
  ونتواصى بطاعة الله ø، وبلزوم أوامره واجتناب نواهيه، ونتواصى بالاعتصام بحبل الله المتين، يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣].
  نتواصى بعمارة قلوبنا بذكر الله وجوارحنا بشكر الله، فالله يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}[البقرة]، ونتواصى بالمحافظة على ما أبان الله لنا في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله العظيم محمد ÷ من فرائض الله وسننه، التي لا يسعد الإنسان إلا بإقامتها، ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها.