دائرة عامة
دائرة عامة
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﷽
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا للإسلام وأكرمنا بالإيمان، الحمد لله الذي بصَّرنا بالدين وشرفنا باليقين، الذي له في كل صنف من غرائب فطرته وعجائب صنعته آية بينة توجب له الربوبية والوحدانية، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بصفات الكمال، المنزه عن صفات النقصان، العدل في الأقوال والأفعال، الواحد الأحد الديان، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته في السر وفي العلانية، وأوصيكم بالخوف من الله في الغيب والمشهد، تعرضوا لرقة القلوب بكثرة الذكر في الخلوات، واستجلبوا أنوار القلوب بدوام الحزن، وتحصنوا من الشيطان بالخوف الصادق، وإياكم والرجاء الكاذب فإنه يوقع المتمسك به في الخوف الصادق، تزينوا إلى الله بالصدق في أقوالكم وأعمالكم، وتعرضوا لرحمته وعفوه بحسن المراجعة، واستعينوا على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم.
  واستجلبوا زيادة النعم بعظيم الشكر فالله يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}[إبراهيم].
  افزعوا إلى قوام دينكم بإقام الصلاة لوقتها، وإيتاء الزكاة في محلها وحينها، وبالتضرع إلى الله والخشوع، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وبخوف المعاد، وإعطاء السائل، وإكرام الضيف، وتعلم القرآن والعلم النافع والعمل بذلك، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد والوعد، وأداء الأمانة، وارغبوا في ثواب الله، واخشوا سطوة الله وعذابه، واتقوا الله الذي إليه تحشرون، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون.