درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[دائرة عامة]

صفحة 263 - الجزء 1

[دائرة عامة]

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله العدل الحكيم، الحمد لله الواحد الفرد الصمد العظيم، اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك، ولك الحمد على كل حال وفي كل حين.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة واقية من عذاب الجحيم، وقائدة لقائلها إلى دار الخلد والنعيم.

  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده النبي الكريم، ورسوله الرؤوف الرحيم الحليم، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار الأبرار وسلم تسليماً كثيراً.

  أما بعد،

  فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته، وأحسنوا في الله الرجاء، وليشتد خوفكم من الله فإن من خاف شيئاً نأى عن أسبابه، وإن من رجا شيئاً تمسك بأطنابه وإلا فإن رجاءه كاذب وخوفه باطل، فكيف رجاؤك يا ابن آدم وقد أعرضت عن القيام بأوامر الله ø؟ أم كيف خوفك من الله وأنت متردد بين زواجره، فكأنك وقد كشف الغطاء ووافاك الفناء وعاينت ما تستحقه، واقتص منك لكل ذي حق حقه، فلا أنت في حسناتك بزائد، ولا أنت إلى دار التكليف بعائد، فإن كنت من أهل السعادة فلك كل ما تشتهيه وكل ما تتمناه وتبتغيه، يقول ربنا ø: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٧١}⁣[الزخرف].

  وإن عدل بك إلى النار - والعياذ بالله - فيا ويلك من غضب الجبار، ومجاورة الأشرار من الفسقة والظلمة والكفار، فكم من مصائب هنالك حلَّت، وكم من نقمات هنالك عظمت وجلَّت، وإن ذلك ليسير، مع أنه كثير في جنب التأبيد والتخليد ببقاء الواحد الحميد المجيد، فكيف يذهل عن هذا إنسان عاقل؟! أم كيف يغفل عنه ذاهل غافل؟! وهو في اليقين رأي العين، فما ظنك يا ابن آدم