[موعظة ودعاء في العزاء]
  والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون، {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨} فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  ثم كيف بكم إذا وقع الخصام واشتد الزحام، وجيء بجهنم مزمومة بسبعين ألف زمام، قد أوقد عليها ألف عام في ألف عام في ألف عام، {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ٤٣}[الرحمن]، {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨} فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  ثم إذا ورد الواردون على جهنم ودنوا من لهبها وزفيرها، وتيقنت العصاة خسرانها وسوء منقلبها، فيومئذ لا ينفع مال ولا بنون، {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨} فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  وإذا أمرت الزبانية بأهل المعاصي والفجور وتيقنوا الخسران فدعوا بالويل والثبور، {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧}[الزخرف]، {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨} وإنا لله وإنا إليه راجعون.
  فيا له من جواب ينقطع معه الرجاء ويحصل الإياس، ويحصل معه من الوحشة ما لا فرحة معه ولا ائتناس، وتتضاعف هنالك الحيرة والإبلاس {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ١٠٤}[المؤمنون]، {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨} وإنا لله وإنا إليه راجعون.
  وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات ففي دار النعيم والثواب، يطاف عليهم بصحاف من فضة وأكواب، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، وصاروا من فزع يومئذٍ آمنون، {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ٦٧ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ٦٨} وإنا لله وإنا إليه راجعون.
  فيا من غره مقدار الأمل وطوله، فقل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسُولُه، ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون، أجرانا الله وإياكم على المعهود من إحسانه بفضله وكرمه وامتنانه، آمين اللهم آمين.