رسالة إلى شيعة محمد وآله
رسالة إلى شيعة محمد وآله
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي فضل بعض خلقه على بعض، وجعل آل محمد أماناً لأهل الأرض، وكلف العباد بمودتهم وطاعهتم، بعد أن أبان لهم ما اختصهم به من ذهاب الأرجاس وطهارتهم، وضمن بقاء حججه عليهم ما بقي التكليف، وجعلهم قرناء الكتاب المحفوظ عن الزيف والتحريف، وجعل وضيفتهم إرشاد الأمة بالتدريس والتأليف، فمن تمسك بهم أمن من الضلال وآل أمره إلى أكرم مآل، ومن خالفهم وعاندهم فقد وأدَ فطرتَه وأدحض حجتَه؛ لأن الله تعالى نصب أهل البيت أعلاماً للهدى، وجعلهم أئمة للناس وعليهم شهداء، وأماناً للخلق من الهلكة والردى، فمن فرط فقد ظلم نفسه بتفريطه، ولا يظلم ربك أحدًا.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل وقوله الحق: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران].
  وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله القائل: «لكل شيء أساس وأساس الدين حبنا أهل البيت»(١) والقائل: «كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي»(٢) أو كما قال، والقائل: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهب أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون، وإذا ذهبت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون»(٣) صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأبرار الطيبين الأطهار، الصادقين الأبرار، آمين اللهم آمين.
(١) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن جعفر بن محمد، عن آبائه $.
(٢) رواه الإمام أبو طالب في أماليه عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد @.
(٣) رواه الإمام الهادي يحيى بن الحسين في الأحكام.