درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[خطبة في عاشوراء]

صفحة 293 - الجزء 1

[خطبة في عاشوراء]

  الخطبة للجمعة الثانية من شهر محرم وفيها ذكر فضل يوم عاشوراء ثم ما حدث فيه

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، الحمد لله الذي جل في سلطانه وقهر الخلائق بقدرته وبرهانه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

  أحمده على إنعامه وعلى جميل إحسانه، وأشكره على جزيل فضله وبره وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.

  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإن التقوى عونُ صدق على ما تبغون من أمور الدنيا والدين، اسمعوا ما يقول الله فيما ينال المتقون في الدنيا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق]، ويقول جل وعلا: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}⁣[الأعراف: ٩٦].

  أما ما ينال المتقون في دار الجزاء فذلك شيء عظيم، إن الله يقول: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ١٤}⁣[آل عمران]، ثم يتبعها بقوله ø: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٥].

  فاتقوا الله عباد الله وخذوا بحظكم، فقد علمكم كتابه ونهج لكم سبيله، ثم اعلموا أن عليكم واجباً حتماً وفرضاً لازماً، ألا إن ذلك موالاة أولياء الله