درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[خطبة عيد الإفطار]

صفحة 329 - الجزء 1

  وافتتح به أشهر الحج إلى بيت الله الحرام، وندبكم لتحكموا شرائع الدين وتتعلموا وتتفقهوا قواعد الإسلام واليقين وتعتمدوها.

  عباد الله، اعلموا أن هذا اليوم يوم عظيم عظم الله قدره وشرفه وميزه من الأيام وعرفه، وأنه يسمى يوم الجوائز، روي عن النبي ÷ أنه قال في آخر حديث ليلة القدر: «فإذا كان غداة الفطر بث الله الملائكة في كل بلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك وينادون بصوت يسمعه جميع من خلق الله تعالى إلا الجن والإنس فيقولون: يا أمة محمد، اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا مروا بمصلاهم يقول الله تبارك وتعالى للملائكة: «ياملائكتي، ما جزاء الأجير إذا عمل عمله»؟ قال: فتقول الملائكة: إلهنا وسيدنا أن توفيه أجره. فيقول الله ø: «فإني أشهدكم ياملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي، فيقول: ياعبادي سلوني فوعزتي وجلالي لاتسألوني اليوم شيئًا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولالدنياكم إلا نظرت لكم، وعزتي لأسترن اليوم عثرتكم ما راقبتموني، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الأخدود انصرفوا مغفورا لكم فقد راضيتموني ورضيت عنكم» قال: فتفرح الملائكة ويستبشرون بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا شهر مضان»⁣(⁣١).

  عباد الله، افترض الله علينا زكاة الفطر، يروى عن ابن عباس ® قوله: فرض رسول الله ÷ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله عليه خيراً مما أعطى⁣(⁣٢).


(١) رواه العنسي في كتاب الارشاد.

(٢) رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية بدون «أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله عليه خيراً مما أعطى»، وقال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام بعد ذكره لحديث «أدوا زكاة الفطر عن كل إنسان صغير أو كبير، حر أو عبد، ذكر أو أنثى، غني أو فقير». وفي بعض الحديث: «أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله إليه خيراً مما أعطى».