درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

[خطبة عيد الإفطار]

صفحة 332 - الجزء 1

  فالمسلمون المؤمنون الصادقون في أمس الحاجة إلى التوحد وجمع الكلمة على ما يرضي الله، محتاجون إلى الرجوع إلى الإسلام والقرآن والسنة النبوية الصحيحة.

  واعلموا أن أعداء هذا الدين يتربصون بكم وبدينكم وعقيدتكم الدوائر، فلا تفرطوا في أنفسكم ودينكم وما جبلتم عليه من الإيمان والحكمة، وإذا أردتم سبل النجاة وطرق الأمان من الضلال والعذاب فاعتمدوا محكم القرآن والسنة الصحيحة المطابقة للكتاب العزيز.

  واعتمدوا على العلماء العاملين المخلصين من آل رسول الله ÷ الأطهار، وشيعتهم الأبرار، ووالوا أولياء الله، وعادوا أعداءه، {وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ٧٧}⁣[المائدة].

  اسمعوا ما يقول الله ø: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَاءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ١٠٥ ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ١٠٦}⁣[الكهف].

  إن هؤلاء موجودون في كل زمان فلا تغتروا بهم، نجد في زمننا هذا بالذات من يتظاهرون بالإسلام والتنسك ولكنهم لا يعتمدون على العقل ولا على المحكم من القرآن والسنة، بل يهملون الحجة الكبرى - وهي العقل - ويتبعون ما تشابه من الكتاب والسنة، ويحذرون من أئمة الهدى وورثة علم النبي وتراجمة القرآن.

  وهناك من يتسمى بالإسلام ومن جهة أخرى يحاول مع اليهود والنصارى توحيد الأديان، ويتظاهرون بمحبة النبي ÷ ومحبة أهل بيته والدعوة إلى مبادئهم بينما هم يوهِّنون فيما ورد في خلافتهم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فهم ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض.