درر الفرائد في خطب المساجد،

عبد الله بن صلاح العجري (المتوفى: 1427 هـ)

خطبة عيد الأضحى المبارك نفع الله بها آمين

صفحة 340 - الجزء 1

  والزموا تكبير التشريق من فجر يوم عرفة إلى بعد صلاة العصر يوم رابع العيد، وهو: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام».

  وتجنبوا صوم هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وترفيه على النفس والأهل والعيال والبهائم، ووسعوا في هذه الأيام على فقرائكم وما ملكت أيمانكم، وكونوا بالأخيار مقتدين، وفي مقاصد الرشد مهتدين، وعن سبيل الغواية مقلعين ومجانبين، ولثواب الله متعرضين.

  عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها الجواز إلى دار النعيم والمجاز عن درك الجحيم، وأحثكم على الصلاة فإنها باب الملة ومعظم النحلة.

  ألا ولا صلاة إلا بطهور، ولا صلاة إلا بتمام ركوعها وسجودها وأركانها وأذكارها وقراءتها وفي أوقاتها.

  وأحثكم على الصيام فإنه جُنة من العذاب، وسبب إلى نيل الثواب، فمن أفطر متعمداً لغير عذر فقد روي عن النبي ÷ أنه لم يقضه الدهر.

  وأحثكم على الزكاة فإنها حق الله في أموالكم معلوم، وفرض في دينكم محتوم، ولا يقبل الله الصلاة إلا بزكاة.

  وأحثكم على الحج من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين، وإن الحج يجلب الوفر ويسلب الفقر، وأحثكم على صلة الأرحام فإنها مثراة في المال ومنسأة في الآجال، وعلى صدقة السر فإنها تكفر الخطايا وتدفع بغتات المنايا.

  ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولَزَوَال الدنيا أهون على الله من قتل المسلم، ومن أشار إلى قتل المسلم ولو بشطر كلمة لقي الله ومكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله.

  ولا تقربوا الزنا فإنه الفاحشة بنص الكتاب والفضيحة يوم الحساب، ولا تقربوا الخمر فإنها تفقد اللب وتسخط الرب، ولا تقربوا الربا فإن ربحه خسران وزيادته نقصان، وإياكم وعقوق الوالدين فإنه من الموبقات المحبطات