فضل النصيحة وحسن المعاملة
  والوعي، فتفتح له باب الحوار الأخوي، وتحلم عنه حتى يعود عن غضبه ويرتدع عن تصرفه.
  إن الإنسان إذا امتلك غضبه واستولى على أعصابه لَإنسان عظيم، ومع ذلك فإن في وسعه إذا تمتع بهذا الخلق أن يعيش في راحة واطمئنان وهدوء بال، وكم نرى من أولئك الحمقى، الذين يثورون لأتفه الأسباب وأحقرها، ولَكَم رأينا من المشاكل التي كانت يمكن أن تُحلَّ بابتسامة أو كلمة طيبة، كان يمكن أن تُحلَّ مشكلة كبيرة بتجاوز عن أمر حقير لا يستحق الوقوف عنده.
  إن كظم الغيظ عملية امتلاك لما يتحرك في الإنسان من إحساسات وانفعالات، إن كظم الغيظ سيطرة كاملة على ما يدور في خلده من حب الانتقام والثأر، وقد جاء في الآثار ما يبين فضيلة كظم الغيظ.
  يقول الله ø في معرض الثناء على المتقين حين يصفهم في قوله تعالى: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}[آل عمران].
  ويقول رسول الله ÷: «ما جرع عبد قط جرعتين أفضل عند الله من جرعة غيظ يلقاها بحلم، أو جرعة مصيبة يلقاها بصبر جميل»(١).
  ويقول علي بن الحسين زين العابدين #: «ما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة لا أكافئ بها صاحبها».
  ويروى عن الصادق # أنه قال: «ما من عبدٍ كظم غيظاً إلا زاده الله ø عزاً في الدنيا والآخرة».
  ويقول #: «ما من جرعة يتجرعها العبد أحب إلى الله من جرعة غيظ
(١) رواه الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة في كتاب الديباج الوضي.