التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام الحسين بن علي الفخي (ع)

صفحة 117 - الجزء 1

  من الصالحين، وكان من حديثه، قال: أصابتني ضربة فبرت اللحم والعظم، فبتّ ليلتي أعْوِيْ منها، وأنا أخاف أن يجيئوني فيأخذوني إذا سمعوا الصوت فغلبتني عيني، فرأيت النبي ÷ وقد جاء فأخذ عظماً فوضعه على عضدي فأصبحت وما أجد من الوجع قليلاً ولا كثيراً.

  قال: ولما حضرت محمد بن سليمان الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة، فلم يفصح بها لسانه إلا أنه يقول:

  ألا ليتَ أمِّي لم تَلِدْني ولم أكن ... شهدتُ حسيناً يوم فخّ ولا الحسَنْ

  فلم يزل يردد هذا البيت حتى مات.

  ومما رثي به قتلى فخ قول عيسى بن عبدالله يرثي الحسين صاحب فخ #:

  فلأبكينّ على الحسين ... بعبرة وعلى الحسنْ

  وعلى ابن⁣(⁣١) عاتكة الذي ... أردوه ليس بذي كفنْ

  تُرِكُوا بفخٍّ غدوة ... في غير منزلة الوطنْ

  كانوا كراماً فانقضوا ... لا طائشين ولا جبنْ

  غسلوا المذلة عنهمو ... غسل الثياب من الدرنْ

  هدي العباد بحبهم⁣(⁣٢) ... فلهم على الناس المننْ

  قال: حدثني علي بن إبراهيم الحلوي عن نفسه، قال: رأيت في النوم رجلاً يسألني أن أنشده هذه الأبيات، فأنشدته، فقال: زد فيها:

  قومٌ كرامٌ سادةٌ ... من همْ ومنْ همْ ثمَّ منْ


(١) ابن عاتكة: هو سليمان بن عبدالله بن الحسن الرضا، أخو النفس الزكية #. تمت من المؤلّف (ع).

(٢) بجدهم: نسخة. تمت من المؤلف (ع).