التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام يحيى بن عبدالله (ع)

صفحة 118 - الجزء 1

الإمام يحيى بن عبدالله (ع)

  وثالثهم: الإمام أبو الحسين يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط، أخو الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، والإمام إبراهيم $.

  صفته: قال الإمام أبو طالب #: كان # آدم اللون، حسن الوجه، إلى القصر.

  دعا # بعد قتل الإمام الحسين بن علي، وكان في الوقعة التي قتل فيها، وأصيب ذلك اليوم بثمان وسبعين نشابة التي استقرت في درعه، وخرج # بعدها إلى اليمن ودخل صنعاء، وأخذ عنه علماء اليمن.

  قال الإمام الهادي # في الأحكام: ويحيى بن عبدالله بن الحسن القائم لله المحتسب، الصابر لله على الشدة والغضب.

  وبعد دعائه اغتاله هارون الغوي، أخو موسى الذي تقدم، وقد كان أسلم على يديه ملك الترك، وغدر به هارون في قصة طويلة، واختلف كيف وقع قتله.

  وجال في البلدان ودخل اليمن، وأقام في صنعاء شهوراً، وأخذوا عنه علماً كثيراً، ودخل بلاد السودان ووصل بلاد الترك، فتلقَّاه ملكها بأعظم ما يكون من الإكرام، وأسلم على يديه سراً؛ لأن يحيى # قال له: لا يقبل الله منك هذا إلا بالإسلام، قال: فإن أسلمتُ ظاهراً قتلني الترك، واستبدلوا بي، فأسلم سراً، وبثّ يحيى # دعاته في الآفاق فجاءته كتبهم ببيعة مائة ألف من المسلمين فيهم الفقهاء والعلماء، فقال يحيى: لا بد من الخروج إلا دار الإسلام، فنهاه ملك الترك عن ذلك، فقال: إنهم يخدعونك فلا تغتر، قال يحيى: لا أستجيز فيما بيني وبين الله أن أقيم في بلاد الشرك ومعي مائة ألف مقاتل، فخرج إلى جبال الديلم.

  وقال: إن للديلم معنا خرجة، فأرجو أن تكون معي، وهي لا شك كانت