التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام يحيى بن عبدالله (ع)

صفحة 132 - الجزء 1

  إلى قوله: وكان من التابعين له محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، وهو أحد دعاته وإخوانه، وسادات أعوانه، وابن عَوْرَك الليثي، وابن سهل، وبشر بن المعتمر، والفقيهان محمد بن عامر، ومخول بن إبراهيم، والحسن بن الحسن، وإبراهيم بن إسحاق، والحسن بن الحسين بن إسحاق، وسليمان بن جرير، وعبد العزيز بن يحيى الكناني، وقليب بن إسماعيل، وسعيد بن خثيم الهلالي، ويونس البجلي، وحبيب بن ارطأة، وعدّة كثيرة لا يمكن حصرها في هذا الكتاب من: فقهاء المدائن، وعلماء الأمصار.

  فلما كان من يحيى في بغداد ما كان استأذن هارون في النهوض إلى المدينة، فأذن له فوصل إلى المدينة على ساكنها السلام، فقضى ديون الإمام الحسين الفخي، ووصل فقراء آل أبي طالب $ وأشياعهم وعامة المسلمين، ووصل أرحاماً، وأعطى عطايا أغنت أربابها، وكان الفضل بن يحيى وأبوه يحيى قد وصلوه بأموال جمة أيضاً، ولم يدّخر من ذلك المال شيئاً.

  وكان الزبيري عبدالله بن مصعب قد كسد سوقه عندهم، فأراد النفاق بالكذب والسعاية، فسعى بيحيى بن عبدالله إلى هارون وكتب إليه: أنا كنا نظن أن ليس في الإسلام إلا خليفة واحدة، ثم الآن قد صار عندنا في المدينة خليفة يقصد من الآفاق، ومن هذا وما شاكله، فانتهى الحال إلى أن أزعجه هارون من المدينة إلى بغداد، وحضر الزبيري وجرى بينهم مناظرات جمة.

  إلى قوله: وإنما نذكر منه مقاماً واحداً: ذكر محمد بن جرير في تاريخه: أن الزبيري دخل ذات يوم على الرشيد، فقال: يا أمير المؤمنين إني والله قد خِفْتُ عليكَ امرأتك وبنتك وجاريتك التي تنام معك وخادمك الذي يخدمك ويناولك ثيابك، وأخص خلق الله بك من قوّادك وأبعدهم منك، قال: فتغيّر لونُه، وقال: ممَّاذا؟