الإمام يحيى بن عبدالله (ع)
  لما أحسنت، فمن نقضه فعليه لعنة الله، فحذفه هارون بدواة فشجّه شجة خفيفة.
  قال الحسن بن زياد: هو أمان - بصوت ضعيف -، وصححه الفقهاء كافة؛ فقال أبو البختري - لعنه الله -: هذا منتقض - تقرّباً منه إلى هارون الغوي، وإيثار الدنيا على الآخرة -، فقال: أنت قاضي القضاة، وأنت أعلم بذلك، فإن كان منتقضاً فمزقه، فقال لمسرور: مزقه يا أبا هاشم، فقال: لا والله مزقه أنت، فمزقه ويده ترتعش، وكان الزبيري حاضراً، فقال: شققت العصى يا يحيى وخالفت وفرقت جماعتنا، وأردت العظيم بخليفتنا، فقال يحيى: من أنتم رحمكم الله إنما الناس نحن وهؤلاء، وأنت عدوّ الجميع، فلما لم تقدر علينا طلبت التشفي من بعضنا ببعض، قال: فما تمالك هارون أن ضحك ضحكاً شديداً، وقام يحيى إلى الحبس.
  إلى قوله: وكان يقال: لو ادّعى أحد لأحد بعد النبي ÷ نبوة لأمكن أهل يحيى ادعاؤها له لما ظهر في أمره من الآيات في شيء بعد شيء مدة حبسه، وقد كان هارون يفرج عنه ثم ينكص فيعيده، وقد أخرجه مرة من الحبس وأعطاه مائة ألف دينار، واعتذر إليه، ثم رده، والخلاف في أمره واقع مع الإجماع على هلاكه في السجن بأي سبب كان ذلك، أبسُمٍّ أم بالجوع أم خنقوه، أم بنوا عليه، أم كيف كانت القضية، أم دفن حياً في الأرض، والله المنتصف له من ظالمه، وقد كان كتب رقعة وسلمها إلى يحيى بن خالد، وقال: يا أبا الفضل إن لصاحبك فينا إرادة فإذا أمضاها فأعطه هذه الرقعة، وكان فيها: (يا هارون إن المستْعدي قد تقدم، والخصم على الأثر، والحاكم لا يحتاج إلى بينة)، فلما ظهر موت يحيى أعطاه الكتاب، قال: فما منعك أن تعطيني إيّاه في حياته، قال: كان عهدَ إليَّ بهذا.
  أولاده #: محمد - وله العقب -، وعيسى، وإبراهيم درجا، وعبدالله، وصالح درجا، انتهى باختصار.