صورة من جهاد الشيعة وشيء من فضائلهم:
  قال: ما لقيتُه منذ توارى، ولا علمتُ له خبراً، قال: والله لتدلّني على خبره أو لأقتلنَّك.
  قال: أدلّك عليه تقتله، وألقى جدّه وقد شَرَّكت في دمه، والله لو كان بين ثوبي وجسدي لما كشفتُ عنه، فاقضِ ما أنتَ قاض، فضُرِبَتْ عنقه |. وقد روى معناه المرشد بالله، والإمام أبو طالب @.
  فانظر إلى هذا البذل للمُهَجِ، فهؤلاء الذين ضُرِبوا بالسيوف فما ازدادوا إلا حباً، قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ø ليلة أسري بي: مَنْ خَلَّفْتَ على أمتك يا محمد؟ قال: قلت: أنت يارب أعلم، قال: يا محمد إني انتجبتك لرسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر، الطاهر المطهّر، الذي خلقتُه من طينتك، وجعلتُه وزيرك، وأبا سبطيك الشهيدين السيدين الطاهرين المطهرين، سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم(١) من طينة عليّين، وخَلَقْتُ شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً»(٢)، رواه الإمام المنصور بالله في الشافي، مسنداً عن الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه À.
  وروى الناصر للحق عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن النبي ÷، قال: «إن في السماء لحرساً وهم الملائكة، وإن في الأرض لحرساً وهم شيعتك يا علي»،(٣) رواه في الحدائق الوردية، وفي رواية الأمير الحسين # لهذا الخبر: لن
(١) وردت بتثنية الضمير وجمعه، وإفراده للمؤنث فاطمة أو الشجرة، وأما التثنية والجمع فواضحان. تمت من المؤلّف (ع).
(٢) انظر كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ص ١٤٢/ط ١، ج ١/ ص ١٩٩، ط ٢، ج ١/ ص ٢٨٥/ ط ٣.
(٣) ذكره الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين، سورة الشعراء - ١٥٩.