الإمام علي بن موسى الرضا (ع)
  وكلام الإمام يشير إلى أن البيعة كانت بالإمامة، وكلام غيره أنها بولاية العهد.
  قال #: وكانت بيعة المأمون لعلي بن موسى الرضا لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، قال: وقلبوا السواد إلى الخضرة، ومن لبس السواد مُزِّق عليه في جميع الآفاق، وكذلك كسوة البيت الحرام.
  إلى أن قال: ثم دَسّ عليه السم، فقتله، ولم يختلف في قتله بالسم، ثم قال: كما قال أبو فراس بن حمدان:
  بَاؤُا بقتلِ الرِّضا مِنْ بعدِ بَيْعَتِه ... وأبصروا بعضَ يومٍ رُشْدَهم وعَمُوا
  وأجمع على إمامته أهل البيت وغيرُهم، قال الإمام المنصور بالله في الجزء الثاني من الشافي في سياق كلام: وعلى أنا قد أجمعنا نحن وبنو العباس على إمامة علي بن موسى الرضا #، ولم نختلف في ذلك نحن ولا هم، انتهى.
  قال المنصور بالله #: ولما مات أظهر جزعاً عظيماً، وقَبَره إلى جنب أبيه تودداً وإظهاراً للإنصاف، فَغَبِيَ قبر هارون حتى كأنه لم يكن هناك، ونسب المشهد إلى علي بن موسى الرضا، فلا يَعْرِف أن هناك هارون إلا أهل المعرفة، وهكذا ينبغي أن يكون الحق والباطل، وإلا فالدولة العباسية إلى الآن، ومنشأ الدعوة العباسية خراسان، فصغَّر الله الباطل، وعظَّم الحق، انتهى.
  وفاته #: سنة ثلاث ومائتين وله من العمر خمس وخمسون سنة.
  مشهده #: بطوس، قال فيه جده الرسول ÷: «ستُقْتَلُ بضعة منّي بخراسان، ما يَزُورُها مَكْرُوْبٌ إلا نَفَّسَ الله كربته، ولا مذنب إلا غفر الله ذنبه»(١).
(١) ذكره الإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في شرح الرسالة الناصحة ٢٧٩.